قول من تلك المقالات، فسُمّوا: الملائكة، وسموا أيضاً: الملكية نسبة إلى الملك، فنصرهم وبنى لهم آلاف الكنائس ذات التصاوير والتماثيل ودحض من عداهم.
وخالف أغلب النصارى أحكام التوراة والإنجيل في أشياء كثيرة شرعوها لأنفسهم، فمن ذلك صلاتهم إلى الشرق وليست منصوصاً عليها ولا مأموراً بها في شيء من الأناجيل الأربعة، وعمدوا في بناء كنائسهم إلى ما كان من بناء اليونان وحولوا محاريبها إلى الشرق لأنها مطلع الكواكب النيرة وقد كانت تلك الأبنية إلى الشمال إلى الجدي، وصلوا إلى الشرق ولم يكن المسيح صلى إلا إلى صخرة بيت المقدس، وهكذا تصويرهم الصور والأصنام في كنائسهم ولم تكن مصورة قبل ذلك، وتركهم الختان، ونقلهم صيامهم إلى زمن الربيع، وزيادته إلى خمسين يوماً، وأحلوا أشياء هي حرام بنص التوراة ومن ذلك أكل الخنزير، ووضعهم عقيدة التثليث المتناقضة التي يحفظها أطفالهم ونساؤهم ورجالهم التي يسمّونها ب (الأمانة)(١)
(١) يعني عقيدة (الأمانة) التي فيها التثليث والحلول والاتحاد وغيره مما قرره كبراؤهم مع الملك قسطنطين في مجمع نيقية سنة ٣٢٥ م، وسيأتي ذكرها في فصل (عقيدة الأمانة الموضوعة في مجمع نيقية ٣٢٥ م).