للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن جاء به فهو كاذب، وهم ينتظرون المسيحين، وإنما ينتظرون مسيح الضلالة الدجال (١).

ويشهد النصارى والمسلمون على اليهود بتحريف كثير من معاني التوراة وتبديل أحكامها (٢)، كما بدلوا شريعة الرجم بغيرها، وهي مكتوبة في التوراة. وأنّ اليهود كفروا بالمسيح ؛ إذ كانوا يزعمون أن المسيح ساحر كذاب، بل يقولون: إنه ولد غية (زنية)، وأنهم حرّضوا عليه، وادّعوا أنهم قتلوه وصلبوه.

والنصارى متفقون على أن المسلمين خير من اليهود، وكذلك اليهود متفقون على أن المسلمين خير من النصارى، بل جميع الأمم المخالفين للمسلمين يشهدون أن المسلمين خير من سائر الأمم والطوائف


(١) يعني أن اليهود عندهم بشارات وأخبار بنبي مسيح يبعث وهو عيسى ابن مريم ، وعندهم خبر عن مسيح آخَر يكون له ملك في آخر الزمان، فلما بعث المسيح عيسى ابن مريم كذبوه، وما زالوا ينتظرون أن يأتي النبي المسيح حتى الآن، والواقع أنه لن يأتي نبي بوصف المسيح لأنه قد أتي وكذبوه، وجاء بعده محمد وكذبوه أيضاً، فلم يبق مسيح ينتظرونه إلا مسيح الضلالة (الدجال).
(٢) اليهود كتبوا التلمود وزعموا أنه تدوين للشريعة اليهودية الشفوية (غير التوراة المكتوبة)، وجعلوا فيه عقيدة البداءة، وهي في زعمهم أن الرب يغير رأيه ويتعلم، ويصحح خطأه ويبكي ويندم، وقالوا: "إنه خلق الحيوانات ولم تكفِ لخدمة بني إسرائيل، فخلق بقية البشر أدنى من الحيوانات". فاليهودي إذا قتل بهيمة دفع ديتها، لكن لو قتل بشراً من غير بني إسرائيل؛ لا يدفع ديته.
والتلمود مقسوم قسمان: المشناة (قيل أن كاتبها هو يهوذا هنسيء ٢١٠ م)، والتلقوم (وقد رفض اليهود ترجمة هذا القسم إلى غير العبرية)، ثم بعد أيام النازيين ترجم للفرنسية والإنجليزية، بدون ترجمة الفقرات التي تتحدث عن المسيح وأمه لأنهم يصفونه بأقذر الأوصاف وأنه ابن زنا من جندي يوناني .. إلخ. ولا يعتبر النصارى أن التلمود "موحى به من الله".

<<  <   >  >>