فالدور الأول دور التربية الجسدية، والعقلية والروحية، والدور الثاني دور الحياة العائلية المرء في هذا الدور، ويكون له أهل، وذرية، ويقوم بواجباته الأهلية.
وفي الدور الثالث يتنحى عن الحياة العائلية هو وزوجته ويشغلان أنفسهما بخدمة المجتمع دون أن يكون لهما مطمع شخصي، أو نفع عائلي، أما الدور الرابع فيتجرد المرء فيه من كل ما هو دنيوي، ويتفرغ للرياضة الروحية وفي كل مرحلة من هذه المراحل نوع من الزهادة، ولكن الزهادة في المرحلة الأخيرة أقصى وأصعب.
وسننقل من شرائع منه بعض ما فرضه الفقه الهندوسي على الهندوس من الزهادة وبخاصة في المرحلة الأخيرة وفيه إن الذي تغلب على نفسه فقد تغلب على حواسه التي تقوده إلى الشر إن النفس لأمارة بالسوء والنفس لا تشبع أبدًا، بل يزداد جشعها بعد أن تنال مشتهاها، إن الذي أوتي كل شيء، والذي تخلى كل ما كان في يده، فهذا خير من ذاك على طالب العلم أن يتجنب الحلوى، واللحوم، والروائح الطيبة، والنساء، وكذلك يجب عليه ألا يدلك جسده بما له رائحة طيبة، ولا يكتحل، ولا يلبس حذاءً ولا يتظلل بالشمسية، وعليه ألا يهتم برزقه يحصن رزقه بالتسول.
وعندما تتدخل في الشيخوخة عليك بالتخلي عن الحياة الأهلية، وبالإقامة في الغابة، وإذا أقمت في الغابة فليس لك أن تقص شعرك ولحيتك وشواربك، ولا أن تُقَلِّمَ أظفارك، وليكن طعامك مما تمد الأرض وتثمر الأشجار، ولا تقطف الثمر بنفسك، بل كُلْ منه سقط من الشجرة بنفسه وعليك بالصوم، تصوم يومًا وتفطر يومًا، وإياك واللحم والخمر.