المقدسة وزرت ساحة القتال التي دارت فيها راحة الملحمة الكبرى التي تتحدث عنها وتصفها هذه الأنشودة الحماسية.
ويبدأ سوتا يروي هذه الملحمة التي يعتبرها الهندوس أنشودة حماسية نادرة لاحتواها على كثير من الروايات التمثيلية، والتعاليم الجليلة؛ ولأنها كما يقولون كالبحر الذي في قاعه من الدرر البهية والأحجار الكريمة ما لا يعد ولا يحصى، وهي ينبوع يتفجر تفيض منه الثقافة، وتنهمر منه الأخلاق والآداب.
وعندما نقرأ رواية "سوتا" يشق علينا فهمها، ويصعب علينا متابعتها؛ لكثرة الأسماء الصعبة، وتشابهها ولكثرة الاستطرادات والغموض وسنحاول هنا أن نعطي موجزًا للقصة، ثم نتبعه بنماذج منها تجري حوادث هذه الملحمة في هستنابور حيث كان للملك ولدان الكبير منهما يدعى دهر "تارا شتارا" وكان مكفوف البصر؛ ولذلك آل الملك إلى الصغير المسمى "باندو" ولكن هذا اقترف ذنبًا، وهو ملك فحكم عليه بالنفي للتكفير عن الذنب إلى مجاهل الصحراء وإلى هنا انتقل الملك وزوجتاه وأل الملك إلى أولاده أخيه ويطلق عليهم "كورو" ومات "باندو" في المنفى بعد أن أعقب خمسة أولاد كانوا يعرفون بخمسة "باندو" وتربى هؤلاء في كنف الناسكين بالكهوف والفيافي حتى وصلوا إلى مرحلة عالية في الدراسة الدينية وفي إجادة لويزا وغيرها من الثقافات.
ولما بلغ أكبرهم سن الرشد عاد بإخوته إلى "هاستنابورو" وطالب ميراثه في الملك بعد أن تمت الكفارة فناصبهم "كورو" العداء، وانقلبوا حاسدين لهم، واعين جهد المستطاع لكل ما يضرهم، ويؤذيهم، وبدأت المناوشات تدب بين الفريقين، ولكن مساعي الصلح، وفقت بينهما فاشتركَا في الحكم، ثم هزم ألبا ندوا في لعبة النرد