ثم الحديث عن الجنة والنار يؤمن أغلب الهندوسيين بالجنة، والنار كضرورة للجزاء عن الأعمال الخيرة، أو السيئة، وهما عندهم في الدنيا، والجزاء فيهما متعلق بالروح فقط، وحتى تتفق عقيدتهم في تناسخ الأرواح يقولون بمنازلهم أربعة تعيشها الروح.
المنزلة الأولى: العليا وهي الجنة التي تنعم فيها الأرواح، وتنال الجزاء الحسن على ما عملت من خير حيث تمكث فيها الروح مدة محددة بمقدار العمل الذي أدته، ثم تنتقل منها بعد انتهاء المدة إلى المنزلة الثانية وتسمى الجنة عندهم.
المنزلة الثانية الوسطى: وهي مجتمع الناس، حيث العمل والكسب، وفيها يكون تناسخ الأرواح وتجوالها، فإذا ما قامت الروح بدورها في هذه المنزلة، تنتقل إلى المنزلة الأولى العليا إن كانت راقية، وتذهب إلى منزلة الثالثة السفلى إن كانت على خطأ ونقص، ويسمون هذه المنزلة مارلوك.
المنزلة الثالثة السفلى: وهي النار، وتأتيها الأرواح الآثمة لتأخذ عقابها فالذي تستحقه، وتمكث فيها مدة معينة تخرج منها إلى منزلة رابعة الأدنى، والمنزلة الثالثة تسمى عندهم "ناكلوك" المنزلة الرابعة الأدنى، وهي المنزلة التي تعيش فيها أرواح النبات، والحيوانات غير الناطقة، وتهبط إليها الرواح بعد انتهاء عقوباتها في النار، وليس بعد هذه المنزلة منزلة أخرى فإذا ما ترقت الروح فيها انتقلت إلى المنزلة الثانية حيث تعمل وتنشط وتنال حظها الذي يستحقه صعودا أو هبوطا وهكذا تتحرك الأرواح في منازلها المذكورة تبعًا لتصورٍ معينٍ لا يتعارض مع تناسخ الأرواح.