الحقيقية؛ لأنها تمنحنا اللبن دائمًا، ولا تطلب مقابل ذلك سوى الطعام العادي، ولا تكلفنا علاجًا إذا مرضت، وإذا ماتت تنقطع بعظمها وجلدها وقرونها، وإذا ماتت ينتفع بعظمها، وجلدها، وقرونها.
إن ملايين الهنود يتجهون للبقرة بالعبادة والإجلال، وأنا أعد نفسي واحدًا من هؤلاء الملايين، ومن العجيب أن يصدر هذا التعظيم للبقرة من مفكر كبير حرر قارة بأكملها هو "المهاتماهاندي" لكنه الضلال الذي يصاحب الإنسان حين يبعد عن طريق الله، واقرأ معي قول الله تعالى:{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}(الكهف: ١٠٣ - ١٠٥).
وتلك حالة تفسر ألوان الضلال الذي يحدث من العلماء والمفكرين، وكثير من الرجال المشهورين.
هذا؛ ومن العبادات إلى الشرائع؛ حيث تتضمن كتب المقدسة عند الهنود عددا من الأسس والشرائع المنظمة لحياة الهندية في إطار الطبقات التي أشرنا إليها، ومن هذه النظم تنظيم الدولة على أساس خضوعها لملك من البراهمة يختاره الشعب لحماية حدود الدولة من أعدائها، وعلى الملك أن يقود الجيش بنفسه، وله على الرعية الطاعة، ودفع الخراج، والهدايا والأموال.
وفي شرائعهم توضيح مكانة المرأة في المجتمع؛ وإذ الشريعة الهندوسية لا أهلية لها -كما أشرنا قبل- ووضع نظام للحياة الفردية، وللنشاط الواجب الإتباع حيث يقسم هذا النظام عمر الرجل إلى أربعة مراحل متساوية كل منها خمس وعشرون عامًا؛ ففي المرحلة الأولى يشهد الفرد بناء صحته وقوته وعقله وروحه، ثم الحالة الثانية يتزوج، ويرعى أسرته، ثم الحالة الثالثة يهتم بخدمة المجتمع بقدر استطاعته،