أخرى لنفس السبب، وهكذا إلى ما لانهاية فالشهوات والعواطف هي سبب هذا التسلسل الذي سيمتد إلى ما لا نهاية، ولا تنتهي السلسلة المشؤمة حتى تعم بذورها إلى الشهوات والرغبات والعواطف والميول؛ فيتجدد الميلاد، والهرم، والموت، وسائر أوجاع الحياة وحسراتها.
وما بعثت البوذاوات في الكون إلا لإعدام بذور الآلام والحسرات. قال بوذا: لولا ثلاثة في الدنيا لما ظهر في الكون الكامل المقدس الأعلى بوذا ولا الشريعة، ولا أشرق في الكون التعليم الذي يعرضه الكامل، وما هذا الثالوث إلا المولد والهرم والموت، وما تبشير بوذا إلا الدعوة إلى النجاة من الآلام، والحسرات باجتثاث شأفتها، وقلع أصولها.
وأهم شيء في التعليم البوذي هو الحقائق الأربع التي سبق ذكرها فمن آمن بها، واتبعها كتبت له النجاة، والسعادة، ومن لم يعلمها، ولم يؤمن بها ظل في شقائه وآلامه يموت ويحي، ثم يهرب ويهلك، ويولد من جديد، ولا تنقطع هذه السلسلة حتى يعرف هذه الحقائق ويتبعها.
وقد كشفت الأسرار لبوذا، فعرف هذه الحقائق، وآمن بها، واتبعها؛ ولذلك يقول: لقد أحرصت علم الحقائق الأربع المقدسة، وأحرصت فهمها بانجلاء تام، فصرت على يقينٍ بأني قد ظفرت بالبوذية الكبرى وقد عرفت أنه قد ضمنت لي النجاة بروحي ومولدي هذا آخر مولد، وليس لي بعد هذا من مولد مستألف.
وإتمام للفلسفة البوذية نذكر الوصايا العشر التي تنسب إلى بوذا وهي: