ومن الممكن تحطيم هذه القيود لمن يؤمن بالحقائق الأربعة، ويعمل في ضوء هديها، وتتحطم هذه القيود شيئًا فشيئًا على درجات أربع:
١ - فمجرد الإيمان بالحقائق الأربعة يحطم القيود الثلاثة الأولى؛ لأن الإيمان بها هو اتباع لأفكار بوذا، وذلك يستلزم عدم الشك فيه، وعدم الاعتقاد في الطقوس والتقاليد الدينية "الهندوكية وغيرها" واتباع بوذا في فكرته عن التناسخ، وأن الإنسان حلقة في سلسلة متتابعة، وليس له وجود مستقل.
٢ - وعندما يؤمن الإنسان بالحقيقة الثانية، وهي أن علة الألم هي الرغبات والشهوات تخف حدة الشهوة والكراهية، والغرور من نفسه.
٣ - إذا اتبع الحقيقة الثالثة، وتأكد أنه لا بد للقضاء على الألم من القضاء على الشهوة تحطمت قيود الشهوة، والكراهية، والغرور تحطيمًا نهائيًّا.
٤ - فإذا اتبع الحقيقة الرابعة، واتبع الشعب الثماني، وتخلق بها تهدمت باقي القيود العشرة، وبذلك يصل الإنسان إلى الهدف السامي الذي يطلبه وهو "النيرفانا" أو النجاة.
وهكذا ترى البوذية أن الكون أزلي مستمر ليس له مبدأ ولا نهاية، وترى أن المولد الفردي هو منشأ الآلام التي تملأ حياة الفرد، وليس هذا المولد إلا نتيجة للشهوات، والرغبات، والعواطف، والميول الفردية المتقدمة لفرد قد سبق هذا الفرد، فتجددت حياة هذه النفس لتلاقي جزاء ما خضعت للشهوات والرغائب من قبل، ثم تكون للنفس في دورها الجديد شهوات أخرى ورغائب فتجدد مرة