تحدثنا من قبل عن نظام الطبقات في الهندوسية، ولعل من أهم المبادئ التي نادى بها بوذا هي إلغاء هذا النظام، ومن أقواله في ذلك: اعلم أنه كما تفقد الأنهار الكبيرة أسمائها عندما تصب في البحر، كذلك تبطل الطبقات أربع عندما يدخل الشخص في النظام، ويقبل الشريعة إن ما يدعو إليه بوذا هو الرهبنة، وفي الرهبنة يتساوى سائر البشر، ولكن يؤخذ على هذا الاتجاه أنه جعل إلغاء نظام الطبقات متوقفًا على دخول البوذية، فلم يدعو للمساواة في حد ذاتها.
أما الإسلام: فهتف بالمساواة مبدأ عاما بين البشر قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(الحجرات: ١٣) فالآية تنادي الناس، ولا تنادي المؤمنين فقط، وهي تتكلم عن مبدأ الخلق أن الناس ينحدرون من أبٍ واحد وأمٍّ واحدة، فلا معنى للتفاوت والطبقية.
وقد سبق أن قلنا: إن البوذية؛ لأنها لم تتكلم عن الله سرعان ما انمحت وذابت في الهندوسية في الهند، وبالتالي سرعان ما ضاعت المساواة إذ ربطها بوذا بدخول البوذية.
ومن التعاليم البوذية المرأة والبوذية:
يقول علامة "رادها كريشنان" النائب الأسبق لرئيس الجمهورية الهندية في بحثه سالف الذكر: إن المرأة الهندية في عصر بوذا لم تكن منعزلة ولكننا مع ذلك نجد بوذا يتردد كثيرًا في قبولها؛ لتكون من أتباع دينه، وقد سأله مرة أحد خاصته، وهو ابن عمه "أنندا" كيف نعامل النساء أيها السيد؟ فأجاب لا تنظر إليهن، ولكن إذا اضطررنا إلى النظر إليهن لا تخاطبهن، ولكن إذا خاطبننا إذًا كن على حذر تام منهن.