من أهم الأخلاق البوذية فليس لبوذي أن يقتل حيوانًا للهو كالصيد، أو في جد كذبحه للأكل، بل عليه أن يرفق بالحيوان، ويعده أخاه في الخلق، ولا يراه خلقًا أدنى منه، فالهدوء الروحي، والحب لكل نسمة هو ما أرشد له بوذا، والمحبة الشاملة أهم، وأفضل من الأعمال الحسنة لدى الجماعة البوذية.
وقد قال بوذا في ذلك: الحسنات على اختلاف أنواعها لا تبلغ سدس فضل المحبة التي تحرر القلب من شوائب الشر؛ لأن مثل هذه المحبة يتضمن سائر الحسنات، إن المحبة تشرق نورًا وبهاءً، ترون الأمة تحيط بوليدها حتى في الأخطار التي تهدد حياتها، كذلك يجب على كل إنسان أن يغرس في نفسه الحب العميق الصادق لسائر الخلق.
ومن التعاليم البوذية ما يرتبط بالفلسفة في جانب الثروة، فلسفة الثروة عند بوذا:
تكلمنا آنفا عن رأي بوذا فيما يتعلق بالمال والعقار، وذكرنا أنه حث من يريد دخول النظام أن يتنازل عن أمواله وعقاره، ثم يحمل مخلاته، ويلتحق بالجماعة، وذلك هو رأي بوذا تجاه الثروة، ولكنه أورد مزيدًا من الشرح الذي يظهر أن هذا الاتجاه هو الغالب؛ لأن الثروة في أكثر الأحيان تستعبد صاحبها، وتجذب نفسه، وتصير هدفًا لذاتها.
أما إذا لم تشغف النفس بالثروة، ولم يكن الإنسان عبدًا لها لو تكن هدفًا لذاتها، وإنما تجمع لتنفق في الوجوه الصحيحة؛ فإن الثروة حينذاك لا تصير نقمة، ولا شرًّا، بل تصبح نعمة، وبركة للإنسان، ومثلها الحياة، والسلطان، ومما يتصل بالثروة رأيه في العمل والبطالة، فقد كان واضحًا من سياسة الكشكول والسؤال أن بوذا يتجه للبطالة؛ ولذلك سأله أحد الجينيين مرة هل أنت تدعو إلى ترك الأعمال، وهجر الأشغال؟ فأجابه إني أدعو إلى ترك كل عمل قبيح يجر إلى الشرور، ولكني بجنب هذا أدعو إلى القيام بكل ما هو حسن للجسد واللسان، والفكر، وكذلك أدعو إلى الإقبال على كل عمل يؤدي إلى الخير والسعادة، ولكن سلوك بوذا على كل حال كان يناقض حب العمل.