للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما في البلاد المجاورة فإن البوذية سارت بنجاح، وانسابت في اتجاهات متعددة في شرقي أسيا حتى أصبح أتباعها حوالي خمسمائة مليون نسمة ينتشرون في بورما، وتايلاند، والصين، واليابان، وإندونيسيا، ونيبال والتبت وسيلان.

والبوذية القديمة: أي: العميقة الصلة ببوذية بوذا، والتي يتجلى فيها الطابع الأخلاقي والتربوي تسمى المذهب الجنوبي، وهي تنتشر في بورما وتايلاند وسيلان وكتبها المقدسة مكتوبة باللغة البالية وهي لغة هندية قديمة.

أما البوذية الجديدة فهي التي اختلطت بالآراء والنظريات الفلسفية وتسمى المذهب الشمالي وتنتشر في الصين، واليابان، والتبت ونيبال وإندونيسيا، وكتبها المقدسة مكتوبة باللغة "السنكسريتية" وأتباعها أكثر من أتباع المذهب الجنوبي، والبوذية في الصين بوجه خاص لها طابع يجعلها بعيدة عن البوذية الحقيقية، فقد سبقها الصينيون بثقافتهم وحياتهم، فجعلوا آلهتها ثلاثة وثلاثين على نحو ما كانوا يعملون قبل البوذية، وأقاموا لها المعابد الجذابة التي تزينها الفنون الجميلة.

ومما سبب إقبال الصينيون على البوذية أنها دخلت بلادهم بعد أن أصبح بوذا إلهًا، وأصبح تمثاله وثنًا يُعْبَد، تقدم له القرابين، وتقام له الصلوات، لقد كان لهم مع آلهتهم الأولى مظاهر للتقديس، ليست بعيدة عن هذه المظاهر؛ مما سبب إقبالهم على البوذية، كذلك أنه دين إنقاذ، وطهر يمنح ب"النيرفانا" اللذة، والسعادة في الحياة، وبعد الموت، ويحث على الرحمة ويغري بالخير، ويقضي على الشهوات الظالمة، ويبعد الشرور.

مراحل انتشار البوذية:

ولنسر خطوة خطوة مع التاريخ نسجل انتشار البوذية الذي سبق أن أشرنا إليه معتمدين على مرجع هام خاص لهذه الدراسة.

إن التاريخ الإجمالي للبوذية يقرر أن هذه الديانة واصلت سيرها طوال خمسة وعشرين قرنًا، وفي خلال هذه الفترة الطويلة تطورت البوذية سواء من ناحية العقيدة، أو التطبيق أو الأدب، أو المؤسسات المرتبطة بها كالمعابد والمعاهد، وقد

<<  <   >  >>