أما السياحة الخاصة: فهي سياحة بعض الرهبان الذين يختارون التجول في الأرض طوال مدة رهبانيتهم؛ فيسيحون من قرية لإلى قرية ومن مدينة إلى مدينة معتمدين على كرم الناس من أهلها، ولا يتوقفون عن سياحتهم إلا في فصل الأمطار.
ط- الكف عن الخروج، والتجول في فصل الأمطار، هو ثلاثة أشهر معروفة عندهم، فلا يخرجون من الأديرة، والمعابد إلا في حالة الاضطرار.
ي- الخروج للتسول كل صباح؛ لأن فيه إظهار المحبة، والرحمة لسائر الحيوانات على حدِّ زعمِهِم، وللتسول عندهم آداب كثيرة منها ألا يأخذ المتسول إلا ما يعطى له، وألا يطمع في استكثار، وألا يتكلم عن التسول وألا ينظر إلى المعطي، ولكن ينظر إلى كشكولته عند قبول الطعام، وألا يتسول بطلب، أو إلحاح، أو إغراء، وألا يتكبرَ في رهبانيتِهِ بأن يظهر للناس أنه متزمت متشدد في الرهبنة ليخصوه بالعطاء.
ك- ومن آدابهم في الطعام ألا يأكلوا أكثر من مرةٍ واحدةٍ في اليوم؛ امتثالًا لقول بوذا المشهور: "اجلسوا للطعام جلسة واحدة، وألا يقصدوا من الطعام التلذذ، أو تقوية الجسد، أو تجميله، أو ما شابه ذلك لما في ذلك من إثارة للشهوات، وألا يأكلوا الطعام من لحم الإنسان، أو الفيل، أو الحية أو الكلب، أو الأسد، أو الدب، أو النمر، ويأكل غير ذلك من اللحوم الأسماك.
ل- الالتزام بمبدأ آنسه، أي: عدم الإساءة والإيذاء لأي كائن، احترام كل شيء حي، وذلك بإظهار المحبة، والشفقة للناس، والحيوان جميعًا.
م- ومن آداب الرهبان الهامة أيضًا أنهم لا يحيون المدنيين بأيِّ تحيةٍ مهما كانت مرتبتهم، ولو كانوا من الأقرباء بل على المدنيين أن يحيوهم تحية تقديسية،