للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (آل عمران: ١٤).

ولم يكتفِ الإسلام بذلك، بل قص علينا العديد من مواقف الماديين وكيف كانت عاقبتهم الوخيمة، مثل: النمود، وفرعون، وقارون، وقصة سبأ صاحب الجنتين، وغيرهم كثير، كيف جنى عليهم ترفهم وماديتهم، وفي هذا الإطار جاءت هذه الحقيقة لكبح جماح الغنى المطغي والمادية في أعتى صورها فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} (فاطر: ١٥ - ١٧).

وبجانب الإنكار على المادية الجامحة، ولئلا تتحير البشرية وتتخبط في ظلمات الإفراط والتفريط أو الغلو والتقصير، أنكر الإسلام أيضًا وبنفس القوة على الروحية الجارفة؛ لأنها تبديد للطاقات البناءة، وتخريب للحياة، وكفر بنعم الله، وفي هذا الإطار جاءت نصوص كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد: ٢٧)، قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (المائدة: ٨٧)، وما ذلك إلا لأن الإنسان جبل على حب المال {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} (الفجر: ٢٠).

فالوسطية هي التي تعصم الإنسان من الوقوع بين فكَّي الفقر المنسي أو الغنى المطغي، وهذا ما ركز عليه الإسلام حيث قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الجمعة: ٩، ١٠)، هذا لأن الإسلام لا يخاصم

<<  <   >  >>