انتقد ناناك المسلمين والهندوس لإكثارهم من الطقوس والممارسات الدينية التي لا طائل منها سوى إلهاء الناس عن الوصول لله، ويلوم الهندوس على مبالغتهم في ممارسة الطقوس النسوكية، والحج، وتعظيم الأصنام مع أن الله لا يُعبر عنه بصخر، أو خشب، وآمن السيخ بفكرة الله الواحد الخالق، وأطلقوا عليه الاسم الحق تهربًا من تسميته الله، أو راما، أو فيشنا، أو غيرها.
وأهم صفة أعطوها له هي صفة العطف، وسموه بالعطوف هيرا؛ لأن العطف هو أهم صفة له وللموجودات، واعتقدوا بأن الإنسان هو سيد المخلوقات التي اعتبرت مسخرات له، والإنسان هو الأقرب إلى الله من جميع المخلوقات، كما أن الفرصة متاحة للإنسان لكي يندمج مع الله، ويحصل له بذلك الخلاص النهائي، والسعادة الحقيقية الفائقة.
يؤمن السيخ بالخلاص والاندماج: آمن السيخ بعقيدة التناسخ على طريقة الهندوس؛ إذ اعتبروا التناسخ نوعًا من العقاب أو عذاب الموت بعد الموت، والتناسخ ضرورة لعقاب أولئك الذين تعلقوا بالعالم وعبدوا موجوداته، بنتيجة ضلالهم وأوهامهم، حتى استعبدتهم وسجنتهم داخل دورة تناسخ لا بداية لها ولا نهاية من الميلاد والموت.
إن العدو الأساسي للإنسان بنظر السيخ هو المايا، المايا وتعني: اللا واقع أو اللا وجود أو العدم والوهم، وأراد ناناك من المايا لا واقعية القيم والمثل التي يكوِّنها البشر من مباشرتهم وتعاملهم مع الواقع، وهو تعامل مبني على الوهم والخيال، وبعيد كل البعد عن الحقيقة، ويعتقد الناس وهمًا أن القيم التي يستمدونها من