للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعاملهم مع الواقع خيرة ومرغوبة، مع أنها وهم وخداع، ومتى فهم الإنسان حقيقة القيم ومواطن الوهم والخداع فيها؛ يكون قد تقدم خطوته الأساسية على طريق الخلاص من المايا، ومن التعلقات الفارغة والفاسدة بموجودات العالم، ويتحتم عليه الدخول في عذابات الولادات والموت المتكرر، وبخروج الإنسان من ضلاله ومن عبودية العالم يسلك الطريق الصحيح إلى الفرح الأزلي برؤية السعيدة، والقرب من الله. أما الضال الذي لا يندم على ضلاله محكوم عليه بالانفصال، والبعد عن الله، وتعمى بصيرته عن إدراك تجليات الله في مخلوقاته، ويصعب عليه الضال فهم توضيح الغورو المرشد أو المعلم، الذي يعتبر صوت الله لتجليات الله في المخلوق.

أما السيخ التلميذ الذي يتفهم كلام الغورو المرشد عن الحقيقة الإلهية، ويستوعب النظام الإلهي للكون ماديًّا ونفسيًّا يكون قد سلك طريق الخلاص في الانسجام مع الله، وطريق الخلاص يُلزم بنظام للعبادة يحتاج إلى لمثابرة في تطبيقه حتى يحصل الخلاص النهائي، وتطبيق نظام العبادة لا يحتاج إلى معابد وجوامع وصلاة وحج.

إن البيت الوحيد الذي يمكن قبوله للعبادة هو القلب البشري الذي ينطق فيه المعلم الروحي الغورو بالكلمة الإلهية. ويوضح الباحث جيفري بارنرتر المصطلح الذي يستخدم في الغالب عن النظام الذي يعلمه المعلم ناناك، المصطلح هو نامسيمرام، والمعنى الحرفي للكلمة هو تذكر الاسم الإلهي، وقد كان التكرار الآلي لكلمة معينة أو لمقطع من كلمة مقدسة يعني: ممارسة وحدده للعبادة، لكن المعنى الذي يُضيفه ناناك إلى المصطلح يتجاوز ذلك.

<<  <   >  >>