ومن الياسنا الفقرة الرابعة والأربعين نقرأ:"حقا إنه هو النبي المرسل الذي توضع لروحه الساحرة كل خطايا البشر، ومع ذلك فدأبه كصديق تحيا به عوالم الحياة من جديد". ويلاحظ أن النص وهو يثبت هذه المنزلة لزرادشت لم يوضح سببها وهل تكون في منزلة الشفاعة أو في صورة أخرى، المهم أن عقيدة الفرس تدعو إلى الإيمان باليوم الآخر.
ويلاحظ كذلك أن للمتزوجين منزلة أعلى من العزاب وأن من له بيت وأسرة أفضل في الآخرة ممن لا أسرة له، وتعتبر أكبر الكوارث التي تحل بالرجل أن لا تكون له ذرية، ويذكرون أن أول سؤال يحاسب عليه الميت يدور في هذه المسألة، ولا يفترق تصور العقيدة الزرادشتية لما يحدث في اليوم الآخر عن التصور الإسلامي إلا في مسائل قليلة، فعقيدة الفرس أن الميت يحاسب عقب موته وعندهم أن الموتى يبعثون من رقادهم حينما تقوم الساعة، ويحشرون في مكان للحساب، وعندهم أن الجنة والنار منازل عديدة، ويختلفون عن التصور الإسلامي في أن الشقاء والسعادة في الآخرة تلحق الروح فقط، وفي أن الجنة تقع في أقصى شرقي جبال البرزخ حيث يتخيلون الجبل عاليا إلى مستوى النجوم، وعلى الجملة فإن العقيدة الزرادشتية تؤمن بالآخرة وما فيها.
الأمر الثالث: يتعلق بالعبادات، يقوم الزرادشتي بعبادات معينة يؤديها للإله أهورا مزدا، وأهم العبادات مجموعة من الأدعية يتلوها وهو يناجي الإله أو الملائكة أو الأرواح الهائمة، ودور العبادة تعرف بالهيكل حيث تقام الصلوات فيها خمس مرات في اليوم،