موسمه، واترك رطوبة المطر تتسرب إلى معطفك ولا تتذمر، لا تفكر بالراحة البدنية، تجنب سائر الملذات اجعل الأرض فراشك، ولا تجعل خاطرك يرتاح إلى مكان أو موطن، إذا مشيت كن حذرا، حتى لا تدوس شعرة أو عظمة أو حشرة، وإذا شربت فاشرب بحذر، كي لا تبلتع بعوضة متناهية الصغر.
لا تفرح لموجود ولا تحزن لمفقود، إن الذي تخلى عن كل ما في يده، أفضل من الذي حصل على كل شيء وتشبث به، إن الذي يتغلب على نفسه، يكون قد تغلب على حواسه التي تقوده إلى الشر؛ لأن النفس أمارة بالسوء، ولا تشبع أبدا وتطلب المزيد بصورة دائمة، عندما تسعى في طلب العلم، اترك طيبات الدنيا، فلا تأكل الحلوى وتجنب النساء، ولا تأكل اللحم، ولا تدلك جسدك بما له رائحة طيبة، ولا تكتحل ولا تلبس الحذاء، ولا تظلل نفسك بشمسية، ولا تسعى إلى رزقك وطعامك بغير التسول.
عند بلوغك سن الشيخوخة، عليك أن تتخلى عن الحياة العائلية والاجتماعية، والإقامة في الغابة، وتترك شعر رأسك ولحيتك من غير قص، وعليك ألا تقلم أظافرك، أما السعادة فلا سبيل لها في هذا العالم، إذ كل نفس فيه ذائقة الموت، كل شيء في هذا العالم يسير إلى الزوال والفناء، ومسرات هذا العالم خادعة وكاذبة، والأفراح القليلة لا تعادل الأحزان الكثيرة، وإن كنا أحرارًا فإننا في الحقيقة نعمل كالعبيد المقهورين، ما قيمة الجسد والأفراح والثروة والجاه والملك، ما دام الموت قدرنا المحتم عاجلًا أم آجلًا، والموت قدر كل الأشياء بلا استثناء".
هذا؛ وقد جاء في كلام "كريشنا": إن الذي تغلب على أهواءه النفسية، وملك حواسه كلها، فلا يخاف شيء ولا يطمع في شيء ولا يحب أحدًا، فهو الذي نال