للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول

خصائص خطبة الجمعة تعد خطبة الجمعة من أهم - إن لم تكن أهم - وسائل الاتصال بالناس، وأعظمها أثرا، فهي تتميز عن غيرها من الوسائل كالتلفاز، والإذاعة، والهاتف، وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيري بعدة مزايا، منها:

١ - الجو الروحاني الذي تتم فيه الخطبة، فهي تتم في بيت من بيوت الله تعالى تعمره السكينة، وتغشاه الرحمة، ويغمره الخشوع، وتحفه الملائكة الأطهار، ففي الحديث الثابت عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» (١) .

وهذا ينطبق على خطبة الجمعة، فالحضور في بيت من بيوت الله، إما يتلون كتاب الله تعالى قبل الخطبة، أو يستمعون إلى الخطيب يدارسهم القرآن بتفسير بعض الآيات، أو بيان بعض الأحكام، أو توضيح بعض الهدايات، فتتنزل السكينة عليهم، وتعمهم رحمة الله تعالى، وتحيط بهم الملائكة، ويذكرهم الله تعالى في ملأ خير من ملئهم، تباهيا بهم، وتشريفا لقدرهم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا. . .» الحديث (٢) .


(١) رواه مسلم (الذكر والدعاء- ٢٦٩٩) .
(٢) رواه مسلم (الذكر والدعاء - ٢٦٨٩) .

<<  <   >  >>