للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في معنى اليأس من روح الله: وذلك إساءة ظن بالله، وجهل بسعة رحمته، وجوده ومغفرته (١) .

٤ - ثمرة اليأس المرة، ونتائجه الوخيمة على الفرد خاصة، وعلى الأمة عامة، فاليأس بالنسبة للفرد قطع لأسباب الأمل، وإغلاق لأبواب التوبة في وجهه، أما بالنسبة للأمة فهو هدم لعزتها، وقطع لاتصالها بأسباب التقدم والإبداع، فعلى الخطيب أن يحذر من أسلوب التيئيس الذي يبث الوهن والخذلان في الأمة، ويقذف اليأس والإحباط في نفوس أبنائها، بل عليه أن يبث فيها روح العزة، والاستعلاء الإيماني، وعظيم الثقة بالله تعالى، والثقة بوعده وبنصره وحفظه لدينه، فإن الأمم تجري عليها سنن الله، وهذه بعض النصوص التي تبين حتمية الظهور لهذا الدين، وأنه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، والله غالب على أمره، وله الأمر من قبل ومن بعد.

(أ) قال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: ٣٢] وقال جل وعلا: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣]

(ب) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها» (٢) .

(ج) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر- أي: طين وشعر- إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل» (٣) .

(د) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مدينة


(١) حاشية كتاب التوحيد (ص ٢٥٦) .
(٢) رواه مسلم (الفتن- ٣٨٨٩) .
(٣) رواه ابن حبان في صحيحه (٦٦٩٩، ٦٧٠١) بإسناد صحيح من حديث المقداد بن الأسود ورواه ابن منده في الإيمان (١٠٨٤) .

<<  <   >  >>