للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث السادس

اشتمال الخطبة على الموعظة

والحث على التقوى وما يرقق القلوب ويزيد الإيمان في النفوس القصد الأول من الخطبة هو الموعظة، والتذكير بآيات الله تعالى، وآلائه، والحث على تقوى الله، والاستقامة على دينه، ومهما تعددت أساليب الخطبة ترغيبا وترهيبا، فإنها ينبغي أن لا تبتعد عن هذا الهدف العظيم، وقد اختلف العلماء في فروض الخطبة، فقال ابن قدامة رحمه الله: وفروض الخطبة أربعه أشياء:

الأول: حمد الله تعالى لأن جابرا قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

» الثاني: الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كل عبادة افتقرت إلى ذكر الله تعالى افتقرت إلى ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم كالأذان.

الثالث: الموعظة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعظ، وهي القصد من الخطبة فلا يجوز الإخلال بها.

الرابع: قراءة آية، لأن جابر بن سمرة قال: «كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قصدا، وخطبته قصدا، يقرأ آيات من القرآن يذكر الناس» ، رواه أبو داود والترمذي (١) .

ولأن الخطبة فرض في الجمعة، فوجبت فيها القراءة، وعن أحمد ما يدل على أنه لا يشترط قراءة آية، فإنه قال: القراءة في الخطبة على المنبر، ليس فيه شيء مؤقت ما شاء قرأ (٢) .


(١) الكافي في فقه الإمام أحمد (١ / ٣٢٨) . والحديث رواه مسلم (الجمعة- تخفيف الصلاة والخطبة ٨٦٦) والترمذي (الجمعة- ما جاء فقصر الخطبة ٥٠٧) والنسائي (الجمعة - القراءة في الخطبة الثانية ١٤١٨) وابن ماجه (الجمعة- ما جاء في الخطبة ١١٠٦) .
(٢) الكافي في فقه الإمام أحمد (١ / ٣٢٨) . والحديث رواه مسلم (الجمعة- تخفيف الصلاة والخطبة ٨٦٦) والترمذي (الجمعة - ما جاء فقصر الخطبة ٥٠٧) والنسائي (الجمعة- القراءة في الخطبة الثانية ١٤١٨) وابن ماجه (الجمعة- ما جاء في الخطبة ١١٠٦) .

<<  <   >  >>