على أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي حفظه تعالى على مدى أربعة عشر قرن ً اأو يزيد، وتعهد بذلك إلى قيام الساعة وحفظه بنفس لغة الوحي اللغة العربية كلمة كلمة وحرف ً احرف ً ابصفائه الرباني وإشراقاته النورانية دون أدنى تغيير أو تبديل أو تحريف.
وأ ن هذا النبي الخاتم والرسول الخاتم -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- كان موصول ً ابالوحي، ومعلَّم ً امن ق بل خالق السموات والأرض، ف سبحان الذي أنزل في محكم كتابه من قبل ألف وأربعمائة من السنين هذا القسم القرآني بالبحر المسجور، وسبحان الذي علم خاتم أنبيا ئ هـ ورسله بهذه الحقيقة فقال قولته الصادقة:((إن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا)) وسبحان الذي أكد على صدق القرآن الكريم وعلى صدق هذا النبي الخاتم في كل ما رواه عن ربه، فأنزل في محكم كتابه قوله الحق:{لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}(النساء: ١٦٦)، وقوله - سبحانه - مخاطب ً اخاتم أنبيا ئ هـ ورسله:{قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}(الفرقان: ٦)، وقوله - سبحانه -: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(النمل: ٩٣)، وقوله تعالى:{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}(سبأ: ٦)، وقوله تعالى:{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}(يوسف: ١٠٤)، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}(ص: ٨٨)، وقوله - سبحانه -: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}(فصلت: ٤١، ٤٢)، وقوله - سبحانه -: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(فصلت: ٥٣).