إلى النصرانية، ومنها نظرته إلى المرأة، حيث جعلها سبب الخطيئة، وبسببها كتب الموت على بني آدم، وبسبب هذا المعتقد عاش الرجل الغربي في عناء وبغضاء مع المرأة، ثم عقد المؤلف مقارنة بين تعاليم المسيح عليه السلام عن المرأة، وتعاليم بولس الذي كان يقول: أيها النساء، اخضعن لرجالكن، كما للرب؛ لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح - أيضا - رأس الكنيسة، ودعا بولس الرجال إلى عدم الزواج إلا إذا خافوا على أنفسهم الزنا، بعد ذلك تحدث المؤلف عن مكانة المرأة في الكنيسة التي قالت عنها إحدى راهباتها: لقد كانت مدمرة لهن إلى أقصى حد. . . لقد جعلت المرأة الغربية تعيش في جحيم الشعور بالذنب والخطيئة. . . وتلقن الرجل فيها الخوف من الجنس والكراهية له، وكان التساؤل قائما - حقا -: هل المرأة إنسان؟ ويناقش على أعلى المستويات، وتعقد له المؤتمرات، وفي تعاليم الكنيسة: أن الزواج عقوبة على النساء، وأنه لا خلاص للمرأة إلا أن تكون رجلا.
ثم تحدث المؤلف عن مكانة المرأة في الإسلام، وجعل حديثه على نفس النسق الذي سار عليه في مكانتها في اليهودية والنصرانية؛ ليبين أنها عند المسلمين ليست كما هي عندهم، فليست هي سبب الخطيئة، وليست شرا، وليست بلاء، بل هي شقيقة الرجل، وأم الرجل، فلا يدخل الجنة إلا إذا أرضاها، وزوجة الرجل وأم أبنائه، وبنت الرجل التي يجب أن ينفق عليها، ويحوطها بعنايته ورعايته وحمايته، وقد أسهب في هذا الموضوع في قرابة خمسين صفحة.