للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها، قال الجوهري: تعريب الإسم الأعجمي أن تتفوَّه به العرب على مِنْهاجها، تقول: عَرَّبَتْه العرب وأعْرَبته أيضاً.

قال أبو عبيد: أما لغاتُ العَجَم في القرآن فإنَّ الناسَ اختلفوا فيها؛

فرُوي أنهم قالوا في أحْرُف كثيرة إنّها بلغات العَجَم، منها قوله: "طه" (١)،

و" اليمّ " (٢)، و " الطور " (٣)، و" الرَّبانيُّون " (٤)، فيقال: إنها بالسُّريانيّة،

و " الصِّراط " (٥)، "القِسْطاس " والفردوس (٦)، يقال إنها بالرُّومية و" مشْكاة "، و " كِفْلَيْن " (٧)، يقال: إنهما بالحبشيّة و {هَيْتَ لك} (٨)، يقال: إنّها بالحورانية، فهذا قولُ أهل العلم من الفقهاء، وزَعَم أهْلُ العربيّة أنَّ القرآن ليس فيه من كلام العجم شيءٌ، لقوله تعالى {قُرآناً عرَبياً} (٩) {بِلسَان عَرَبيّ مبين} (١٠).

قال أبو عبيد: والصواب عندي مذهبٌ فيه تَصْديقُ القولين جميعاً، وذلك أنَّ هذه الحروف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، إلا أنّها سقطت الى العرب فأعْرَبتها بألسنتها، وحوَّلتْها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربيةً، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فَمنْ قال: إنّها عربية فهو صادق، ومَنْ قال: عجميّة فهو صادق ... انتهى.

وذكر الجواليقي مثله وقال: فهي عجمية باعتبار الأصل، عربيةٌ باعتبار الحال ويطلق على المعَّرب دخيل؛ وكثيراً ما يقعُ ذلك في كتاب العَيْن والجمهرة وغيرهما (١١).


(١) طه / ١.
(٢) الأعراف / ١٣٦، طه / ٣٩، ٧٨، ٩٧، القصص / ٧،٤٠.
(٣) البقرة / ٦٣،١٩٣، النساء / ١٥٤، مريم / ٥٢، طه / ٨٠.
(٤) المائدة / ٤٤،٦٣، آل عمران / ٧٩.
(٥) الفاتحة / ٦،٧، البقرة / ١٤٢،٢١٣، آل عمران / ١٠١، ومواضع أخرى كثيرة.
(٦) الكهف / ١٠٧، المؤمنون / ١١.
(٧) الحديد / ٢٨.
(٨) يوسف / ٢٣.
(٩) الزخرف / ٣.
(١٠) الشعراء / ١٩٥.
(١١) ينظر: الخصائص: ١/ ٣٥٧، الصاحبي في فقه اللغة:٦٠،٦١، ينظر: الصحاح: ١/ ١٧٩، ينظر: المعرب: ٥، ينظر: البحر المحيط: ٢/ ١٧٢ - ١٧٤، المزهر: ١/ ٢٦٨،٢٦٩، ينظر: الاتقان: ١/ ٢٨٨.

<<  <   >  >>