للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النظام وأفرغته في قالب الايجاز بحسن الانسجام " (١) كما قال المؤلف، والسبب الذي دفعه للايجاز والاختصار هو تقاصر الدارسين عن استيعاب مجمل اللغة لضيق المجال حيث يقول: " لتقاصر هِمم أبناء الزمان عن بلوغ ذروة الكمال وتقاعدهم عن التمسك بأذيال كمال العرفان لضيق المجال مع التزام اتمام المعاني، وابرام قواعد المباني، لخصته مطروح الزوائد مجموع الفوائد، مع زيادة نزرة امتلأ بها الوطاب، وتصرف يسير اعتلى منه الخطاب، كذكر الكتب المؤلفة في هذا العلم وغير ذلك مما أوردته في هذا السفر المستطاب وأسميته (البُلغة إلى أصول اللغة) مضمناً إياه مقدمة وبابين وخاتمة " (٢).

ففي عبارات خطبة الكتاب (المقدمة) يظهر لنا منهج كامل يمثل بدايات التأليف المنهجي الحديث نوجزها بالآتي:

أولاً: مدح لعلم اللغة وثناء ووصف لأهميته واعتناء العلماء به.

ثانياً: شرحٌ في الخطبة (المقدمة) لطريقته في التأليف، والمادة التي جمع منها كتابه، والزيادات التي أضافها إليه وما تصرف به، وتسمية الكتاب.

ثالثاً: سبب التأليف.

رابعاً: تنسيقه وترتيبه للكتاب حيث جاء كما يقول مضِّمنا إياه مقدمة وبابين وخاتمة.

[وصف عام للباب الأول]

تناول المؤلف كل موضوعات فقه اللغة ومصطلحاته متأثراً بمنهج المزهر، وصاحب المزهر بدوره تأثر بابن فارس، فذكر محمد صديق حسن خان خمسين مسألة من مسائل فقه اللغة وأوردها كالآتي:

الاولى: معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت، فيقول: " وأمثلة هذا النوع كثيرة قال في الجمهرة: زعموا أن الشطشاط طائر وليس بثبت " (٣).

الثانية: في معرفة المتواتر والآحاد: ويقول " أما المتواتر فلغة القرآن وما تواتر من ألسنة وكلام العرب " (٤).

الثالثة: معرفة المرسل والمنقطع: يقول فيه " المرسل هو الذي انقطع سنده نحو أن يروى لابن دريد (ـ ٣٢١هـ) عن أبي زيد (ـ٢١٥هـ) " (٥).


(١) البُلغة إلى أصول اللغة: ٣،٤.
(٢) المصدر نفسه: ٣،٤.
(٣) ينظر: جمهرة اللغة: لابن دريد: ١/ ٢٠٦، البلغة إلى أصول اللغة: ٢٣.
(٤) البُلغة إلى أصول اللغة: ٢٤.
(٥) المصدر نفسه: ٢٥.

<<  <   >  >>