للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال بعضهم أن الاشتراك أغلب لأن الحروف بأسْرها مشتَركة بشهادة النُّحَاة والأفعال الماضية مشتركة بين الخبَر والدُّعاء، والمضارع بين الحال والإستقبال والأسماءَ كثيرٌ فيها الاشتراك، فإذا ضمَمَناها الى قسمي الحروف والأفعال كان الإشتراك أغلب (٤٨/ ... ) ورُدَّ بأن أغلب الألفاظ الأسماء؛ والاشتراك فيها قليل بالاستقراء ولا خلاف أن الاشتراك على خلاف الأصل (١).

[السادسة والعشرون: معرفة الأضداد]

هو نوع من المشترك، قال ابن فارس: من سُنن العرب في الأسماء أن يُسَمُّوا المتضادَّين باسم واحد، نحو الجَوْن للأسود، والأبيض وأنكرَ ناسٌ هذا المذهب.

قال المبرد: مِنْ كلام العرب اختلافُ اللفظتين لإخْتَلاف المَعْنَيَيْن، واختلافُ اللفظتين والمعنى واحد، واتفاق اللفظتين واختلاف المعنيين، فالأول: كذَهَب، وجاء، وقام، وقعد، والثاني: كقعدَت، وجلست، وذِرَاع، وساعد، والثالث: كوجدت من الوجدان والموجدة (٢).

قال سعيد بن أوس الأنصاري: النَّاهل في كلام العرب: العطشان، والريان، والسُّدْفَةُ في لغة تميم، الظّلمة، وفي لُغَة قَيْس (٣): الضَّوْء (٤)، وأمثلة ذلك كثيرة لا تكاد تنحصر، وألفَّ في الأضداد جماعة من أئمة اللغة منهم قطرب، وابن الانباري،

وابن الدهان وغيرهم، وهذا يدل على إتساع العرب في كلامهم، وأنَّ مذاهبهم لا تضيقُ عليهم عند الخطاب والإطالة والإطناب (٥).

[السابعة والعشرون: معرفة المترادف]

هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد، والفرقُ بينه وبين التوكيد أنَّ أحدهما يُفيدُ ما أفاده الآخر، كالإنسان والبشر، وفي التوكيد يفيد الثاني تقوية الأوَّل، والفرق بينه وبين التابع أن التابع وحدَه لا يفيد شيئا كقولنا: عَطْشان نطشان، وزعم قوم أنّ كلَّ ما يظن من المترادفات فهو من المُتباينات التي تتباين بالصفات، كما في الإنسان والبشر فإن الأول موضوع له باعتبار النسيان، أو الأُنْس، والثاني باعتبار أنه بادي البشرة، وكذا الخَنْدَرِيس والعُقَار؛ فإن الأول: باعتبار العتق والثاني: باعتبار عَقْر الدُّنِّ لشدة ما فيها (٦).


(١) البحر المحيط: ٢/ ١٢٥، المزهر: ١/ ٣٧٠.
(٢) المزهر: ١/ ٣٨٨.
(٣) وفي لُغَة قَيْس سقط من ب.
(٤) ينظر: الأضداد للأصمعي ضمن ثلاث كتب في الأضداد: ٣٥ - ٣٧، ينظر: الصاحبي في فقه اللغة:٩٧،٩٨، ينظر: فقه اللغة للثعالبي: ٢٤٧، ينظر: المزهر: ١/ ٣٨٧.
(٥) ينظر: وفيات الأعيان: ٤/ ٣١٢،٣٤٢، المزهر: ١/ ٣٩٧.
(٦) الابهاج في شرح المنهاج: ١/ ٢٤١، المزهر: ١/ ٤٠٢،٤٠٣.

<<  <   >  >>