للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصاحب الشرع إذا أتى بهذه الغرائب التي اشتملت الشريعة عليها من علوم حار الأوّلون والآخرون في معرفتها مما لم يخْطر ببال العرب، فلابدَّ من أسامي تدل على تلك المعاني، وصَحَّح القول بالنقل الشيخ أبو اسحاق الشيرازي والِكْيا.

وقال الرازي وأتباعه: وقع النقلُ من الشارع في الأسماء دون الأفعال والحروف، فلم يوجد النّقل فيهما بطريق الأصالة بالإسْتِقْراء، بل بطريق التَّبعيَّة فإن الصلاة تستلزِمُ صَلّى، ولم يوجد النقلُ في الأسماء المترادفة، لأنها على خلاف الأصْل فتَتقدَّر، بقدر الحاجة، وقال الصفي الهندي (١): بل وجُد فيها في الفَرْض والواجب والتزويج والانكاح (٢).

[الحادية والعشرون: معرفة المولد]

وهو ما أحدثه المولدون الذين لا يُحْتجّ بألفاظهم، والفرق بينه وبين المصنوع، أنّ المصنوع يورده صاحبه على أنه عربي فصيح، وهذا بخلافه.

وقال الزبيدي: المولد من الكلام المحدث، وقال الفارابي: هذه عربية وهذه مولَّدة، كالحُسْبان الذي ترمى به السهام (٤٠/ ... ) الصِّغار، والنِّحْريرُ وأيام العَجوز والقاقُزَّة، وهي إناء الشراب، والقحبة والطنز والبرجاس، وهذا مجانس لهذا والمُجانسة والتجنيس، والمَهْبوت، وأخُّ، والكابوسْ، والماش، والعَفْصُ، والفطرة: موضع صدقة الفطر، وأجمع أهل اللغة على أن التَّشْويش لا أصل له في العربية وأنه مولّد، وخطئ الليث فيه، والطُّفَيْلي لغة مُحْدَثة لا توجد في العتيق من كلام العرب، كان رجل بالكوفة يقال له طُفيل يَأتي الولائم من غير أن يُدْعَى إليها فَنُسِب إليه، والزَبُون للغبي مولدة ليست من كلام أهل البادية (٣).

قال الزبيدي: بَسْ بمعنى حسب غير عربية وفي القاموس: الكُسُّ لَلحْر لَيْسَ هو من كلامهم إنما هو مُوَلَّد، وقيل إنه عربي ورجحه أبو حيان، وقيل معربٌ وهو رأي الجمهور (٤).

قال ابن خالويه: العامِّة تقول: النُّقْل بالضم للذّي يُتَنَقَلُ به على الشراب وإنما هو النَّقْل بالفتح (٥).


(١) الصفي الهندي: الشيخ صفي الدين الهندي الأموي المتكلم على مذهب الآشعري وهو أعلم الناس بمذهبه له النهاية في أصول الفقه والفائق فيه ت سنة ٧١٥هـ، أبجد العلوم: ١/ ١٢٠،١٢١.
(٢) المزهر:: ١/ ٢٩٨،٢٩٩.
(٣) ينظر: فصيح ثعلب: ٩٢، جمهرة اللغة: ١/ ٢٧٧،٢٥٧،٢/ ١٢٠٦، ديوان الأدب: ٢/ ١٦، ينظر: الصحاح: ١/ ١٩٨، ٣/ ٨٨٣، ٩١٥، ١٠٢٠، ١٠٤٥، ٢/ ٩٠٨، ٥/ ١٧٥٢، ينظر: المعرب:٢٧٣،٣٢٨، ينظر: المزهر: ١/ ٣٠٤ - ٣٠٨.
(٤) ينظر: القاموس: ٢/ ١٩٨،٣٤٤، ينظر: المزهر: ١/ ٣٠٩،٣١٠.
(٥) ينظر: الصحاح: ٥/ ١٨٣٤، المزهر: ١/ ٣٢٠، لم أجده في كتاب ليس في كلام العرب لابن خالويه الجزء المطبوع منه.

<<  <   >  >>