للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

احرازها، والثامنة والعشرين: في تركه الألفاظ المشهورة في موادها، والتاسعة والعشرين: في اللغات الزائدة على لغات القاموس، والثلاثين: في التكرار والاعادة من غير افادة، والحادية والثلاثين: في أنه يترجم بعض اللغات بألفاظ لا يذكر معناها في مادتها، والثانية والثلاثين: في الاقتصار الى حد الاختلال يشتاق الناظر فيه الى تفصيل الاجمال، والثالثة والثلاثين: فيما عيب عليه ويمكن أن يعتذر من لديه (١) (١٢٠/ ... ) ... انتهى.

أقول وهذا يدل على أن الصحاح أفضل وأرجح من القاموس بوجوه، والقاموس أسقم منه بأسباب كثيرةٍ كما أشرنا اليه، ثم أعلم أن المجد نسب الغلط والوهم الى الجوهري لفظاً، ومعنىً، وكتابةً، وترتيباً، وأصالة، وزيادة، وافراداً، وتركيباً، فبلغ ذلك على ما قيل نحو ثلاثمائة من أقسام ثمانية وغالبها يتعلق بالترتيب والاشتقاق وأكثرها مبني على التعنت والشقاق؛ ولذا بادر الأدباء الى دفعها فأجابوها (٢) لفظاً لفظاً وردوها حرفاً حرفاً، منهم ابن الطيب في شرح القاموس ومنهم القاضي الويسي في مجمع البحرين، ومنهم أبو زيد المغربي في الوشاح وذكر منها صاحب القول المانوس، سبع عشرة مواضع ولأحمد فارس المعروف بالشدياق صاحب الجوائب الاستبولية حالاً (٣) كتاب سماه الجاسوس على القاموس، وفيه نقدان: أحدهما فيما ذكره صاحب القاموس في غير محله المخصوص به، والثاني: فيما لم يذكره مطلقاً، وقد اشتهر عند الأدباء والمؤلفين وهو نفيس جداً.

وللشيخ أبي الوفا نصر الهوريني المصري رسالتان مختصرتان في حال هذين الكتابين ألحقهما في أوائل الصحاح والقاموس المطبوعين بمصر القاهرة حالاً في سنة ١٢٨٢ الهجرية لا تخلوان عن فائدة وحسن عائدة.

- قانون الأدب في ضبط كلمات العرب، في لغة الفرس: للشيخ الأديب أبي الفضل حبيش ابن ابراهيم بن محمد التفليسي (٤) أوله: سياس خداكه قادر بر كلمات ست، وهو كتاب نفيس لا نظير له في بابه في غاية الضبط والاتقان، بدأ من الأسماء أولاً بما كان أوله: حرف الألف وما كان آخره الحرف الممدود الى آخر الحروف، ثم أتى بالأفعال وجعل في أولها علامات بالحمرة وأشار الى الباب، وهكذا الى أن تم ذلك وكمل على أقرب وجه وأتم، وضع لتحصيل كل كلمة ووزنها ومحلها على وجه السهولة والتمييز (٥).


(١) في ق يعتذر عنه فيه.
(٢) في ق فأجابوا عنها.
(٣) في عصر المؤلف.
(٤) توفي التفليسي حوالي ٦٠٠هـ كما ذكر صاحب معجم المؤلفين: ٣/ ١٨٩.
(٥) كشف الظنون: ٢/ ١٣١٠.

<<  <   >  >>