في العمل والمحافظة على علائقها معنا وتزييف أقوال الأجراء لتحسين ما يسلم إليهم من الإدارات وما يناط بهم من الأعمال. خصوصاً وهم بين يدي المولى العباس الغيور على مصالحهم وتقدمهم الساعي في إعادة ما كان لآبائه من السير والسيرة إنقاذاً لبلاده من يد الخلل وحفظاً لها من الضعف والتلاشي وأمير مثل هذا حقيق بأن تؤيد الأمة مساعيه بالجد خلف آماله وتحقيق أقواله بالحزم والعزم لا بالتهور والطيش والتقاعد عن موجبات المجد والشرف ومن هنا نبدأ الكلام فنقول.
معلوم أن السلطنة السنية كانت ترسل الوالي في العهد الأول إلى مصر فيقيم السنة والسنتين ثم بعزل ويأتي غيره وكانت وظيفته في مصر صورية فإن القابضين على الأحكام هم الصناجق وكانوا أربعة وعشرين صنجقاً يراسهم اثنان منهم والبلاد وأهلها تحت تصرفهم وكان يعين مع الوالي مأمور يسمى الدفتردار عليه ختم التقاسيط والسندات والأوراق التي تعطى من الحكومة لأهل البلاد والأموال كانت ترد إلى الروزنامة والروزنامجي هو الآمر الناهي في المصروفات وهناك ديوان يقال له ديوان الترسانة والقضاة كانوا يلتزمون البلاد من ملتزم القضاء الأصلي فيحكمون بما يساعدهم على نهب الأموال ويأخذون من الرشوة والرسوم ما لا حد له والنيل يأتي سيحاً فيعتكف الناس في القرى وللبلاد حتى ينصرف عن الأرض فينزلون إليها ويزرعونها والمواصلات التجارية منقطعة بين مصر وغيرها والمعارف في طي العدم ولا مدرسة غير الأزهر المنير والأمية متسلطنة على الأمة والنقود قليلة وغالب التعامل بالحبوب والاسمان والألبان والصنعة لا تزيد عن غزل القطن والكتان