السلطانية فسخروا بالمعرض العثماني واستهزأوا بالدونمة العثمانية وطعنوا في أكبر رجال دولتنا والتزموا نشر مقالات أعدائها بين إتباعها تنفيراً للنفوس وإيغاراً للصدور وتفريقاً للكلمة وسعوا بمن اغتر بأقوالهم في طريق الالتجاء إلى الغير شقاً لعصا الجماعة وفتحاً لباب الفساد وهم مع هذا الارتداء يغرون ضعفاء العقول بأنهم عثمانيون محبون للدولة وما هم إلا أجانب صورة وحقيقة وملء جوانحهم العداوة والبغضاء لدولة عاشوا في ظلها آمنين ثم خرجوا عليها كافرين نعمها منكرين إحسانها أولئك حزب الشيطان إلا أن حزب الشيطان هم الخاسرون.
أعداء الحضرة الخديوية الفخيمة
خديوي مصر الحالي أيده الله تعالى هو أفندينا عباس باشا ابن أفندينا المرحوم توفيق باشا ابن أفندينا الأسبق إسماعيل باشا ابن أفندينا المرحوم إبراهيم باشا ابن أفندينا المرحوم محمد علي باشا أقر خلفاؤُنا الفخام أمراء هذا البيت الكريم على خديوية مصر وقرّروا حقهم التوارثي بالفرامانات الشاهانية فقابل أسلافنا هذه الأوامر السلطانية بالسمع والطاعة وجئنا على عقبهم سامعين مطيعين خاضعين للخديوي الأفخم موقنين أن حقه الواجب علينا هو حق الخليفة الأعظم وأن الانقياد إليه انقياد إلى السلطان إلا كرم فقد أقامه علينا مقامه وأنابه عنه وفوض إليه تدبير شؤُننا وترتيب أحكامنا وحياطة بلادنا والمحافظة على أرواحنا وأموالنا وأعراضنا وميزه بإطلاق التصرف في هذا كله مع حرية مخابرة الدول وعقد المعاهدات التجارية والقروض السلفية وأوجب علينا الأمر السلطاني الكريم الاعتراف بذلك كله والسير تحت لواء خديويتا