للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عمرو بن أمية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا (١). قال يحيى القطان:"هو عندي منكر" (٢).

وقال ابن رجب الحنبلي:"وحديث أنس قد رواه غير واحد عن المغيرة بن أبي قرة عن أنس وقد تفرد به المغيرة عنه، ولهذا غرّبه الترمذي من حديث أنس فهذا الحديث من الغرائب المنكرة " (٣).

وكذا ما أخرجه النسائي في الكبرىقال: أخبرنا محمد بن عمرو بن علي بن عطاء بن مقدم قال: حدثني يحيى بن محمد بن قيس قال سمعت هشام بن عروة يذكر عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"كلوا البلح بالتمر فإنَّ ابن آدم إذا أكله غضب الشيطان وقال عاش أبن آدم حتى أكل الخلق بالحديد" (٣).

قال النسائي: منكر (٤).

قلت: علة الحديث هو يحيى بن محمد بن قيس البصري ومدار الحديث عليه: وهو ضعيف وقد تفرد هنا، قال العقيلي: لا يتابع عليه وقال الساجي: إنه صدوق يَهمُ، وفي حديثه لين، وقال ابن حبان: إنه يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل من غير تعمد فلا يحتج به (٥).

وقال الذهبي: إنه حديث منكر (٦).

وقد مثل به للمنكر: ابن الصلاح، وغيره من علماء المصطلح (٧).

[المطلب الرابع: المنكر: مخالفة الضعيف للثقة أو الثقات]

وهذا هو التعريف المعروف بين عامة طلبة الحديث اليوم، وهو المراد إذا أطلقت اللفظة في عرف المتأخرين.


(١) مصدر سابق.
(٢) شرح العلل ٢/ ٦٥٣.
(٣) أخرجه النسائي في الكبرى رقم (٦٦٧٧)، وابن ماجه (٣٣٣٢).
(٤) مصدر سابق.
(٥) انظر ترجمته في ضعفاء العقيلي ٤/ ٤٢٧، والمجروحين لأبن حبان ٣/ ١١٩،وميزان الاعتدال ٤/ ٤٠٥،والتقريب (٧٦٣٩).
(٦) ميزان الاعتدال ٤/ ٤٠٥.
(٧) مقدمة ابن الصلاح ص٨٠، وانظر فتح المغيث، السخاوي ١/ ٢٢٤ - ٢٢٥.

<<  <   >  >>