للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنه في اللغة يسمى بذلك. ولم يكن بدعة شرعية، لأن السنة اقتضت أنه عمل صالح، لولا خوف الافتراض، وخوف الافتراض زال بموته - صلى الله عليه وآله وسلم - فانتفى المعارض» (١).

* قال الأستاذ محمد حسين ص (٢٢ - ٢٣): «لعل قائل (٢) يقول: صلاة التراويح جماعة في المسجد خلف إمام واحد ليست بدعة لقيام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - جماعة في رمضان، فأقول: فما الأمر الذي تخلف في اليوم الرابع حيث لم يخرج عليهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كالأيام الثلاثة الأولا؟»

* الرد:

هذا الأمر ذكره الأستاذ محمد حسين نفسه (ص٢١) وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أما بعد فإنه لم يَخْفَ عليّ مَكانُكم، ولكن خشِيتُ أن تُفتَرض عليكم فتعجزوا عنها».

وقال الحافظ ابن حجر: «فلما مات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حصل الأمن من ذلك» (٣).

* قال الأستاذ محمد حسين (ص٢٣): «فبجانب قول عمر - رضي الله عنه - أنها بدعة فقد روى سعيد بن منصور في سننه عن زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال: «سمعت أبا أمامة الباهليّ يقول: «إن الله كتب عليكم صيام رمضان , ولم يكتب عليكم قيامه , وإنما القيام شيء ابتدعتموه فدوموا عليه ولا تتركوه , فإن ناساً من بني إسرائيل ابتدعوا بدعة ابتغاء رضوان الله فعاتبهم الله بتركها , فقال: {وَرَهْبانِيّةً ابْتَدَعُوها}» فقد سمّى الصحابي الجليل أبو أمامة الباهلي قيام رمضان جماعة في المسجد بدعة واستحسنها وطلب المداومة عليها. انتهى كلامه.

الرد:

١ - لم أجد هذا الأثر في سنن الإمام سعيد بن منصور، وإنما وجدته في تفسير الإمام الطبري (برقم ٢٦٠٦٣) عند تفسير الآية ٢٧ من سورة الحديد، قال الإمام


(١) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (ص ٢٥٠)
(٢) هكذا بالأصل، والصواب: قائلاً. ولعله خطأ طباعي.
(٣) فتح الباري، شرح حديث (٢٠١٠).

<<  <   >  >>