القضايا الجنائية أو الدعاوى المدنية التي تكون من ٣٠٠ مارك فصاعداً، وحكمة وضعها بتلك المدينة هو تحكم باقي الممالك الألمانية وعدم إرادتهم أن تكون ببرلين.
وكانت معروفة منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وكان يسكنها قديماً قوم من أمة الفندنيين أصول السلافنة، ولذلك سموها باسم ليبسك وهو بلغتهم علم على شجر مخصوص كانت المدينة محاطة به.
أما ما رأيته بها فليس لذكره كبير فائدة، إلا أني شاهدت محلاً عظيماً تجتمع فيه تجار الكتب، وكان ظني به أن يكون مكتبة عظمى، فلما كنت به احتاط بي السماسرة والتجار، وما زلت ألاطفهم حتى خرجت من بينهم حامداً الله شاكره.
وبقرب هذه المدينة الموضع الذي اضطرمت به الحرب الشهيرة بحرب الثلاثة أيام، أو حرب الأمم التي انتصرت فيها ممالك البروسيا والروسيا والنمسا على نابليون ملك الفرنساويين بعدما عاث في ممالكهم وأخضعها له، وكان ابتداء تلك الحرب يوم ١٦ أكتوبر سنة ١٨١٣ ميلادية، ومكثت ثلاثة أيام ليس إلا، وليس ذلك بعجيب حيث كان جيش نابليون يبلغ ١٥٠٠٠٠ عسكري وجيوش الممالك الأخرى ٣٠٠٠٠٠ عسكري.