الروسيا إلى حدود فرنسا، وكان لها صولة عظمى ولحكامها قساوة كبرى في معاملة غير جنسهم، فكانوا يتخذون من أهالي إيطاليا ومن القاطنين حول بلاد سويسرا أرقَّاء
لهم، ومن بعض عوائدهم التي كانوا عليها أن الرقيق إذ تزوج يجب عليه أن يقدم عروسه لسيده قبل البناء بها، والعياذ بالله إلى غير ذلك من الأحوال الدنيئة التي كانت السبب الأقوى في سرعة إبطال الاسترقاق ببلاد أوروبا بحكمة تفاقم العدوان، ومن ذلك تعلم أيضاً السبب في مكث الاسترقاق ببلاد المشرق إلى عهد قريب، وما ذاك إلا حسن معاملة المشرقيين لأرقّائهم حتى إن الرقيق منهم كان يؤثر البقاء لدى سيده إذا خُيِّر بينه وبين العتق. وعلى كل فقد استؤصلت، والحمد لله، شأفة الاسترقاق في هذا الزمان.
[جغرافية سويسرا]
هذا وكانت جغرافية سويسرا وقتئذ لا تزيد عما أحاط بتلك البحيرة المذكورة من الجبال والأودية، وكانت تنقسم إلى ثلاثة أقسام، يعد كل منها الآن كونتينة، وهي كما علمت قسم شفيتس بكسر الفاء الهندية، ومنه أخذ اسم سويسرا ولذلك ينطق الألمانيون بها بقولهم شفيتس بفتح الفاء القسم الثاني أورى والثالث أنترفالدن وكان ساكنو تلك الجهات ما بين: زارع، وراعٍ، وصائد للحيوانات الوحشية المأكولة لهم أولي قوة وبأس، يميلون بطبعهم إلى الحرية، لا يلقون بأنفسهم