شكري الجزيل معتذراً، ثم خرجت وقد امتلأ دفتر تذكاري من الملاحظات التي قيدتها بشأن تلك الكتب.
ومن جملة ما شاهدته أيضاً محل نموذج الأدوات المدرسية القديمة والحديثة، فألفيته محلاً ذا قاعات عرضوا بها نموذج الأدوات المستعملة في التعليم، كآلات التطريز، والرسم، والتصوير، وأجناس الطاولات والكراسي بهيئة تكفل براحة التلامذة، ونموذج الآلات المستعملة في فن الفلك وعلم الطبيعة، ومثلها آلات تحضير الأجسام الكيماوية، وأجناس الأقلام الإفرنجية، وغير ذلك مما لست
أحصره.
ولولا ضيق المقام لأتيت على وصف جميع ما شاهدته من الأحوال المدرسية بتلك المدينة، ولكن سأوضح ذلك شيئاً فشيئاً عند سنوح الفرصة في رحلتنا البرلينية إن شاء الله تعالى.
ولما آن وقت مبارحتي تلك المدينة شيعني جم خفير من حضرات الذين تعرفت بهم، وأبى حضرة ناظر المحطة إلا أن ينزلني في عربة من الدرجة الأولى، على أنى كنت آخذاً اشتراكاً في جميع السكك الحديدية والبحرية في الدرجة الثانية.
وبالجملة فقد ودعتهم وداع شاكر ممنون مما لحظوني به من كمال العناية والاحترام، ولم تزل الرقاع بيننا متواصلة إلى الآن.