أما سكان مملكة بفاريا فأغلبهم غلاظ البدن لكثرة شربهم البيرة، بيض الألوان، زرق العيون تغلب عليهم الخشونة في الألفاظ والأخلاق، ولهجتهم باللغة الألمانية صعبة الفهم على غيرهم من باقي الألمانيين.
[الوصول إلى لايبزغ]
ولم نزل سائرين حتى إذا عُجْنا على مدينة ليبسك نزلت بها يومين فإذا هي مدينة لطيفة موضوعة في مستو متسع محاط ببساتين.
ولا يخفى أنها هي وباريس المركز الأول على وجه البسيطة لتجارة الكتب، وذلك منذ أواسط القرن الماضي، فيها ما ينوف عن ٥٠٠ مكتبة لبيع الكتب و٨٠ مطبعة عظيمة تطبع جميع الكتب على اختلاف اللغات كالعربية والصينية وخلافهما، كما أنها موضع مهم للتجارة في أشياء أخرى، وينتظم بها سنوياً سوقان عظيمان في فصلي الخريف والربيع يقصدهما التجار من كل فج، وأهم معاملتهم في تينك السوقين هو بيع الفرو المعد للملابس والجلود والقماش والصوف والكتان والزجاج، وهي أيضاً أشهر موضع ببلاد ألمانيا لصناعة الموسيقى، وبها مدرسة
لها عظيمة جداً، أما مدرستها الجامعة العلمية فتعد في الدرجة الثانية بعد مدرسة برلين تشتمل على ما ينوف عن ٣٠٠٠ طالب.
وبهذه المدينة أيضاً المحكمة العليا لجميع الإمبراطورية الألمانية، وهي محكمة أعظم من محاكم الاستئناف لا تنظر إلا في