فتعلق كل من التلامذة بتلك الأعمدة طالباً الصعود عليها، وهذه الأعمدة خشبية قطر كل منها ٣ سنتيمترات تقريباً، معلقة بواسطة حلقات حديدية متينة بحيث تتحرك وتميل إلى أية جهة يراد توجيهها، وعند ذلك التمرين تم وقت الدرس، فرجت بعدما تشكرت لحضرتي الناظر والمعلم على ما أولياني.
هذا والمعذرة لي حيث أطنبت في تفصيل ما شاهدته فقد دعاني إليه حرصي على ما ربما أن يكون مفيداً، وجميع هذه الألعاب وإن كانت سهلة العمل فهي مفيدة للجسم ورياضة الأبدان لاسيما للتلامذة مطلوب مهم، فكما أن تعلم العلوم تمرين للأفكار وتثقيف للعقول، دفعاً لما عسى أن يلحقها من الجهل الذي هو مرضها كذلك رياضة الأبدان للأجسام فإنها تقوي الأعصاب والعضلات وتزيد في القوّة الهاضمة، ومعلوم أن قوة الإنسان في عضلاته وأعصابه، فمتى كانت قوية قَوِيَ تركيب الجسم ومادته، وضعفها يهيئ الإنسان لقبول الأمراض والضعف.
[في بازل]
أما مدينة بازل فهي قاعدة قسم يسمى بازل شتات أحد قسمين يسمى الآخر بازل
لاند. وسكانها ٧٠٠٠٠ نفس، وهي من المدن القديمة أسسها الرومانيون وجعلوها قلعة، ثم تخربت في الحروب التي جرت بينهم وبين الجرمانيين، وأعاد بناءها الجرمانيون في أوائل القرن العاشر، وبعد قليل انحازت إلى