وكانت هذه المدينة مسكونة للرومانيين قديماً، وتسمى وقتئذ أرجنتوارم وفي العصر المتوسط للميلاد كانت زاهية تحت ملك الجرمانيين إلى أن استولى عليها لويز الرابع عشر ملك الفرنساويين في سنة ١٦٨١، وأخذتها البروسيا في حربها الأخيرة من فرنسا سنة ١٨٧٠ وعدد سكانها الآن ١١١٩٨٠ نفساً، وكثير منهم
فرنساويو الأصل، وأغلبهم يكرهون تبعيتهم للبروسيا، كما اختبرت ذلك منهم، وهو دليل على الصداقة الوطنية، والحمية الجنسية.
[العبور إلى سويسرا]
[إلى بازل]
ولما دعا داعي الرحيل أخذنا في السبيل نحل في آفاق وأقطار حتى بارحنا حدود البلاد الألمانية الغربية، وعُجنا على مدينة بازل فعرجتُ بها ونزلت في حيِّها، مودعاً البلاد الألمانية متذكراً محاسنها الطبيعية، وأقمت بها يوماً فشمتها آخذة نظاماً مخصوصاً، حسنة الشوارع غالباً، يمر في وسطها نهر الرين ويقسمها قسمين: قسماً على الشاطئ الجنوبي، ويسمونه بازل الكبرى والذي على الشاطئ الشمالي بازل الصغرى، ويصل بينهما جسر عظيم، ويحيط بتلك المدينة أسوار أخْنَت عليها يدُ الهرم والقدم.
ولعلمي بتقدم المدارس والفنون بها قصدت مدرستها التجهيزية، وقابلني حضرة ناظرها بعد الاستئذان، وأكرم من قدري، وعرض علي جدول الأوقات للدروس اليومية لأنتخب