تكشف يوميات الكاتب المصري حسن توفيق العدل المدونة في كتاب عن رحلته لالمانيا في لقرن التاسع عشر عن نزاع فكري ونفسي تجلى في ثنائية الصراع بين الانا والاخر .. بين تقدم الاخر الاوروبي وتخلف الانا العربي وهي ثنائية حكمت جيل العدل بأسره والاجيال اللاحقة الى اليوم. وفي كتابه "رسائل البشرى في السياحة بألمانيا وسويسرا .. رحلة عربي من برلين الى برلين" الذي اصدرته دار السويدي الثقافية الاماراتية في اطار مشروع ارتياد الافاق الذي يعنى بأدب رحلات العرب الى دول العالم خلال العشرة قرون الماضية يكشف الكاتب المصري عن انطباعاته ومقارناته عن ايمان بالعلم والتقدم والحرية وعن تقدير للاختلاف الثقافي والحضاري بين الامم والثقافات. يقول الشاعر نوري الجراح الذي حرر الكتاب وعلق هوامشه ان انطباعات العدل عن الرحلة التي قام بها في أغسطس آب وسبتمبر أيلول من عام ١٨٨٧ وطاف خلالها عشرات المدن والقرى ما بين ألمانيا وسويسرا "لا تختلف عن غيرها من اليوميات العربية في أوروبا في همومها واهتمامات أصحابها." وقال الجراح الذي يشرف على مشروع ارتياد الافاق لرويترز "لم تكن الرحلة من الشرق العربي الى ألمانيا في القرن التاسع عشر رائجة عندما قام صاحب هذه اليوميات برحلته فقد كانت أنظار الرحالة والمسافرين العرب مشدودة يوم ذاك الى فرنسا وبريطانيا."واضاف "كانت كل من باريس ولندن العاصمتين الاكثر اغراء للنخب المثقفة الشرقية المتطلعة الى تحصيل العلم في أوروبا والعمل على احداث تغيير واصلاحات في نظم المجتمع والدولة ولاحقا المناداة بالاستقلال عن دولة الخلافة ممثلة بالباب العالي بالنسبة الى العرب الذين رزحوا تحت نير الحكم التركي أكثر من أربعة قرون."
وقال الجراح "في سبتمبر ١٨٨٧ وعلى اثر اختياره من قبل (نظارة المعارف) في القاهرة لتدريس العربية للطلاب الاجانب في برلين ركب العدل الباخرة من الاسكندرية متجها الى ألمانيا وانتهى به المطاف في ٢٠ سبتمبر من العام نفسه في برلين قادما من فيينا."
في أكتوبر تشرين الاول من سنة ١٩٠٣ وصل الى انجلترا لتدريس اللغة العربية في جامعة كيمبردج بطلب من الحكومة المصرية فقضى هناك سبعة أشهر أمضاها في التدريس والبحث. وفي ٣١ من مايو أيار سنة ١٩٠٤ وبينما هو في قاعة الدرس أصيب بعارض صحي أودى بحياته تحت أنظار طلابه.
أما رحلته من برلين واليها وسياحته في المدن الالمانية والسويسرية التي استمرت شهرا كاملا فقد كتب عن طبيعتها وناسها ومصانعها وعلومها ومدارسها.
(*) مُعِدُّ الكتاب للشاملة: نقلا عن رابطة أدباء الشام