وفي سنة ١٣٨٦ أضرمت مملكة النمسا فيهم نار الحرب ببلدة يقال لها سمباخ ولكن ما أجداهم ذلك شيئاً، ورجعوا بخفي حنين، راضين من الغنيمة بالإياب.
[نحو قمة افريست]
هذا ولم يزل السفين بنا يجري حتى وصلنا إلى قرية يقال لها فتسنو ومنها بدون
ما واسطة نزلنا عربة بخارية لتصعد بنا في جبل ريجي الشاهق كي تصل بنا إلى ذروته المسماة ريجي كلم فتسنمت بنا وكل معجب بهيئتها العجيبة، وذلك أن عجلاتها ذات تضاريس، تتعشق بطروس القضبان الحديدية لكي يمكنها الصعود على ذلك الجبل الباذخ، وأعلى ارتفاع نقطة صعدت عليها الباخرة هي ٢٥ درجة من زاوية قائمة بمعنى أنه لو كانت ٩٥ درجة لكان الجبل منتصباً مثل الحائط.
ولم تزل تصعد بنا حتى علونا ذروته ومنها شاهدنا مناظر للطبيعة تكاد تنطق بحسنها، وتتباهى بجمال موقعها، فرأيت ذلك الجبل محاطاً بثلاث بحيرات: إحداها التي ذكرناها آنفاً، وثانيتها يقال لها تسوجرزيه أي بحيرة تسوج وثالثها لوفرتسرزيه أي بحيرة لوفرتس، وجهته الجنوبية مشغولة بأشجار التين واللوز والقصطل، وبه مروج متسعة مسكونة لرعاة البقر، وبلغني أن به ٤٠٠٠ بقرة يتعهدونها لأخذ ألبانها.