تستغيث وتسترحمه في إطلاق زوجها من السجن لفقرها المدقع، قائلة إنه لم يأتِ بشيء سوى أنه تأخر يوماً عن الذهاب إلى السخرة، فأبى طلبها، وأمر بطردها، فقبضت على زمام فرسه، وطلبت إما إطلاق زوجها أو قتلها مع أولادها، وبينما هو بهذه الهيئة، وإذا بفيلهلم تل قد أصابه برمحه فسقط طريحاً على الأرض.
ولما شاهدت ذلك الأهالي نادوا بكلمة الحرية، وطردوا باقي الولاة من بلادهم واستقلوا بالأمر، وعظموا من قدر فيلهلم تل كثيراً حتى إن عامتهم إلى الآن تشغف بذكره وقصصه كشغف عامتنا بقصص عنترة بن شداد وأبي زيد الهلالي وغيرهما، ولكن يوجد اختلاف بين المؤرخين الآن: فمنهم من ينكر هذه الحادثة، قائلاً إن فيلهلم تل لم يكن له وجود في العالم، ومنهم من يثبت وجوده ويؤيد حصول هذه الواقعة.
ولم تزل أهل سويسرا مستقلين إلى أن مات قيصر جرمانيا ألبرشت ومذ تولّى ابنه المسمى ليوبولد أراد أن يعيث في بلادهم، فقصدها سنة ١٣١٥ ميلادية، وبينما جيشه يسير بين معاطف الجبال إذا احتاط به أهل سويسرا، ورجموهم بالأحجار من أعلى الجبال، فكانت حجارة سجيل إلى أن انتصروا عليهم، وأخرجوهم من حدود بلادهم، وكانت تلك