وأطلال بما مسّته يد الحرب التي كان يضطرم نارها بين الألمانيين والفرنساويين أيام لويز الرابع عشر ملك الفرنساويين، فإنه هدم ذلك القصر مرتين ضمن ما هدمه من بلاد ألمانيا: إحداهما في سنة ١٦٨٩، والأخرى سنة ١٦٩٣ ميلادية.
[برميل خمر عظيم]
وقد شاهدت ذلك القصر مع كثير من السياحين يقودنا دليل، فما زال يدخل بنا في قاعات وساحات، وينزل بنا في مغارات ووهدات إلى أن قذفنا في قاعة متّسعة بها برميل عظيم ملقى على قوائم، وبه حنفية عظيمة أيضاً فهالنا كبره واحتطنا رافعين الأبصار لرؤية أعلاه، وطفنا حوله مكررين كلمات الاستغراب، وعلمنا أنه كان معدّاً للنبيذ تملؤه الملوك الذين سكنوا ذلك القصر في أيام المواسم والأعياد، وليالي الأنس والطرب، ثم تركناه، فجيء بنا إلى باب نزلنا منه على دركات فإذا بقاعة أخرى متسعة عالية الأرجاء قد اعترض فيها برميل آخر أعظم من الأول، وأظن أنه أكبر براميل الدنيا، وبجانبه درجات تصل بالإنسان إلى سطحه الذي كان معدّاً لإحياء ليالي المسرات من أكل وشرب ورقص وغير ذلك، وهو متّسع تحيط به حواجز خشبية جميلة الصنع، وطول ذلك البرميل ٨ أمتار ونصف وعرضه ٧ أمتار يسع والعياذ بالله ٢٣٦ زجاجة من النبيذ.