ومكثت بها يومين، كأنهما طرفة عين، وقبل ما أنعت لك ما شاهدته منها، أوافيك بجغرافيتها فأقول:
هي بلدة تسمى انترلكن وهي كلمة لاتينية معناها وسط البحيرتين لكونها في وادٍ صغير بين امتداد بحيرتين يقال لإحداهما برينسرزيه ومعناه بحيرة برينس والآخر تونرزيه المتقدم ذكرها، وقد أحاط بها، وبامتداد البحيرتين المذكورتين جزء من سلسة جبال الألب الوسطى بمنظر عجيب، وواديها وجبالها مستورة بالزروع، والأشجار الباسقة الفروع، وهذا الوادي يأخذ ارتفاعاً متعرجاً شيئاً فشيئاً، وبه طريق يمكن للعربات الصعود عليها، وهو بهذه الهيئة كحضيض للجبال المحتاطة به، ويرى الإنسان من ذلك الوادي جبلاً شاهقاً ذاهباً بنفسه إلى العلو مستوراً بالجليد، ارتفاعه ٤١٦٧ متراً، ولكن لا يظهر للإنسان منه إلا مقدار ٣٨٠٥ أمتار، وهو مشهور بصعوبة مرتقاه ووعر منحدره، ولذلك يسمى في الأعصر السالفة يونج فرو، ومعناه العذراء البِكْر التي لم يطمثها أحد، وذلك لعدم صعود إنسان على ذروته حيث لا يتأتى ثبوت الأقدام على ثلوجه المتراكمة، وهذه الثلوج دائمية شتاءً وصيفاً.
ثم إنه في سنة ١٨١١ خاطر بأنفسهما اثنان فتسنَّما ذروته،