أخرى، كيف يتقدم ويتحضر ولكن الصحيفة التي نشرت مقالتي أرادت أن يكون بجانبها مقالة افتتاحية بعنوان ((تقديس الشخص)) كأنها أرادت بذلك إلقاء أضواء هامشية على مقالتي، بحيث يوهم القارئ الشعبي، أن المقالتين متقاربتي المعنى والهدف. بينما الأمر على خلاف ذلك تماما. إِذ مقالتي تهدف إلى لفت نظر هذا القارئ إلى خطة جديدة يتبعها الاستعمار في الصراع الفكري في بلادنا، حيث يجد حتى في صفوف شبابنا المثقف، الطالب الذي يتسخر ليكون بوقا من الأبواق، أو قلما من الأقلام، التي يستخدمها الاستعمار للتعبير عن فكرته، بينما تصف المقالة الأخرى عادة متغلغلة في نفسية ((القابلية للاستعمار)) ومشخصة في ((تقديس الشخص)). وكأنما ((القلم)) الذي قام بكتابة هذا المقال، كان يهدف إلى لفت ذهن القارئ الشعبي، من موضوع معين إلى موضوع غيره، في المعنى والاتجاه، فيلتبس الأمر على هذا القارئ وتنشأ صعوبة في إدراكه للأشياء.
وقد وقع فعلا هذا الإلتباس في ذهن قارئ شعبي دار بيني وبينه الحديث صدفة في الموضوع، فرأيته فهم المقالة التي نشرتها لا وفق نصها ومعناها، ولكن في ضوء ما نشر بجانبها، فأدركت أن الاستعمار يحكم الخطة في الصراع الفكري.