وعليه فكلمة بيدو، إِذا ما راجعناها في قاموس هذا الوزير فإنها تعني شيئاً آخر، كأنه أراد أن يقول بالتلميح:((يجب أن نوقف الإسلام عند حده)).
ولا ندري مع هذا، إذا كان سيادة الوزير يتمتع بالسلطة الأخلاقية التي تخوله أن يتكلم باسم المسيحية: فهل له سلطة الباشا الجلاوي عندما يتحدث عن تقاليد الإسلام؟
ولكن بقطع النظر عن السلطة الأخلاقية، التي لها من يمثلها بشكل أفضل، فإنه يجب أن نعترف له بسلطة الحكم.
وعندما يتحدث وزير خارجية ((الوحدة الفرنسية)) ويقول: إنه يجب إيقاف الإِسلام عند حده، فإننا نشعر بخطورة الموقف على مستوى الفرد الذي له ضمير إسلامي.
فالمسلم يتساءل فعلا، هل له حق الحياة في الشمال الأفريقي، أم حل عليه واجب الهجرة، إثر جلالة الملك على طريق المنفى ....
...
تَعْلِيقٌ
إننا نرى من الواجب أن نعيد إلى هذه المقالة الضوء الذي كانت تلقيه عليها الظروف التي أحاطت برفع الملك محمد الخامس إلى المنفى، حتى يدرك القارئ في صميم الواقع حقيقة تعليقنا- في كتاب الصراع الفكري وبصورة عابرة- عن العلاقات المتسترة التي تنشأ أحياناً في البلاد المستعمَرة بين الاستعمار وبعض القادة السياسيين في تلك البلاد.
إن القارئ الكريم الذي تتبع بإمعان ما كتبنا في هذه المقالة، قد أدرك أن