إِن مقالتي الأخيرة كانت مخصصة إلى جانب من الحركة النسائية عندنا، يتصل بصورة المرأة وقد بينت أنه الجانب ((القشري)) أو السطحي من حياة المرأة، بينما المشكلة على مقدار من الخطورة، بحيث لا يمكن أن نقتنع فيها بدراسة ((القشرة)).
بل إنه لا يمكن في دراستها إغفال وجهة ((فرودية)) ذات أهمية كبرى، عندما نقدر الأشياء بالمقياس الاجتماعي والأخلاقي، وحسب آثارها في التاريخ.
إن تطور المجتمع يرتبط، فعلا، بتطور المرأة والعكس صحيح، وطبيعة هذا الرباط كانت تستحق دراسة منهجية، نراها أتت في كتاب صدر هذه الأيام بانجلترا، تحت عنوان ((الجنس والتاريخ Sex in history ونوهت به الصحيفة الباريسية ((الإكسبريس)).
إن صاحب الكتاب، جوردون ريتري تيلور، لا يبدو أنه تناول قضية المرأة مباشرة، وإنما اعتبرها من زاوية النتائج الاجتماعية، أي أنه اعتبر آثار المرأة في تطور المجتمع.
والكتاب يفتح هكذا باباً جديداً في علم الاجتماع ينظر إِلى الأمور من زاوية ((فرودية))، فمن هذه الزاوية ينطلق المؤلف من ((احتمالين)) يكتشفهما التحليل النفسي في الإنسان ويترجمهما صاحب الكتاب بهذه العبارة: إنه يوجد في الإِنسان نزعة إيروس Eros، وهو حب وقدرة خلاقة، ويوجد فيه أيضا نزعة تناتوس ( Thanatos)، وهو حقد وقدرة تحطيم من ناحية، وقدرة مراقبة