للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تَفَاهَاتٌ جَزَائِرِيَّةٌ

لو أن أحداً استساغ أن يشبهنا- باللسان أو بالقلم- فشبهنا بفراشات جميلة تتفسح في يوم الربيع، تطير رشاقتها الملونة من زهرة إلى أخرى، وهي تداعب حينا البنفسج وتارة تداعب النرجس ... لنظرنا إلى من يشبهنا بهذا التشبيه اللطيف على أنه يستخف بنا ... وأنه يقصد بهذا التشبيه إهانتنا، لأن عقله لا يتورع عن السخرية ...

ولكن، لو رجعنا لنفوسنا بالنقد الذاتي، فلربما نغير موقفنا من هذا الرجل، فلا نحمله الإِثم الذي نحمله.

ورجوعنا لنفوسنا يمكن بفحص أي قطعة محددة من نشاطنا الاجتماعي، وإننا لنجد في حدث قريب المثل الذي يبرر هذه الاعتبارات في غاية الوضوح.

إِن طليعة الشباب في حزب البيان، في منظمته الخاصة بالشبان قد أطلقت منذ أسبوعين- وهي صاحبة الفضل الكبير في ذلك- أطلقت صرخة مثيرة فيما يتعلق بخصوص قضية العطلة في الجزائر.

وإننا نعرف، فعلا، الحالة المثيرة التي تجد فيها نفسها شبيبتنا التي تقضي ساعاتها وسنواتها في الشارع.

وإنه لمن الأشياء التي لا تحتاج إلى دليل أن حجم الجهد الاجتماعي- ويجب أن يكون كذلك- بقدر المشروع الذي يريد تحقيقه بحيث يكون هذا مقياساً للأول.

فهذا أمر في منتهى الوضوح.

والآن فنحن نعرف جيداً حجم قضية العطلة في الجزائر، حيث أن هذه القضية تشغل، مع الأمية المكان الأول بين العاهات الاجتماعية في هذه البلاد.

<<  <   >  >>