وإن مثل هذا السفر بين الكتب المقدسة المختلفة، لا يتاح لكل سائح إن لم يكن في نفسه ما في نفس ذلك السائح، سوامي رامه، الذي أتاحت له نفسه، بل دفعته إلى ذلك الطواف البعيد من بلاد سيلان إلى بلاد التيبت، تلك الرحلة الروحية التي أعطانا عنها فكرة، المسيو مرسيل برييون في مقالة نشرتها صحيفة لوموند.
إن روح الهند التقليدية دبت في العالم المتحضر، وأتته عن طرق متعددة، من بينها الطريق التي تتمثل في إنتاج علماء الآثار السانسكريتية، في ألمانيا بالختصوص، ولكن أكبر أثرها في العالم الحديث، قد أتى عن طريق رومان رولان، الذي أبرز هذا التيار الفكري، من مجال التفقه العلمي الذي اختص به علماء السانسكريتيا إلى المجال العملي، وأضافه إلى القوى التي تغير وجه العالم اليوم.
وليس من مجرد الصدفة، أن بلاد الميكادو والساموراي، أي البلاد التي تغلغل في نفسها الروح العسكري، بدأت اليوم تكافح من أجل التخلص من سياسة الأحلاف ومن التسلح، كما يبدو من خلال إحصائية أجراها أخيراً باليابان صحفي غربي، وأن يكون بين الآراء التي سجلها هذا الصحفي رأي لشاب ياباني يرى أن بلاده يمكنها الصمود في وجه أي اعتداء بوسائل اللاعنف.
أليس جديراً بنا أن نتساءل: من ألقى هذه البذور الجديدة في ضمير الجيل الياباني الحاضر؟ أليس صاحب كتاب ((جان كريستوف (١))) هو الذي ألقى تلك البذور في بلاد أوكاكورا ومدام كريزنتم، بمؤلفاته عن غاندي والساتياجراها؟
ولنذكر بالمناسبة شيئا يبدو لنا في منتهى الغرابة: إن العدد الخاص لمجلة ((كراسة الجنوب)) عن رسالة الهند، لم يذكر من بين من عرف هذه الرسالة ورفع صيتها في العالم، اسم رومان رولان .... إن حظ الإنسان يكون أحياناً