للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{أَرَاذِلُنَا} أي: فَقَرَاؤُنَا وَسِفْلَتُنَا، وأصحابُ الحِرَفِ الدنيئةِ فِينَا، واَلأَرَاذِلُ: جَمْعُ أَرْذُل، والأَرْذُل جَمْعُ رَذْلٍ، وهو الدُّونُ من كُلِّ شَيْءٍ، وإنما قالوا ذلك جهلًا منهم أيضًا؛ لأن الرفعةَ في الدين، ومتابعةَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا تكون بالشَّرَفِ والمالِ والمناصبِ العاليةِ، بل تكون للفقراءِ الخاملينَ وغيرِهم، ولا تَضُرُّهُمْ خِسَّةُ صَنَائِعِهِمْ إذا حَسُنَتْ سِيرَتُهُمْ في الدين.

{بَادِيَ الرَّأْيِ} يعني أنهم اتَّبَعُوكَ في أولِ الرأيِ من غيرِ تَثَبُّتٍ وَتَفَكُّرٍ في أَمْرِكَ، ولو تفكروا ما اتَّبَعُوكَ، وقيل: ظاهرُ الرأي، أي: اتَّبَعُوكَ ظَاهِرًا وَبَاطِنُهُمْ عَلَى خِلَافِ ذلك، يقال: بَدَا يَبْدُو إِذَا ظَهَرَ.