[الضعف بسبب الضبط]
والضعف يأتي في الرواة في طبقات الإسناد، وله أنواع كثيرة، منها: الضعف بسبب العدالة أو الضبط.
وشروط الحديث الحسن: اتصال السند، وعدالة الراوي والضبط الخفيف، وعدم شذوذ الحديث وعدم علته.
فاتصال السند سيخرج منه المنقطع والمعضل والمعلق والمرسل.
فالضعيف بسبب ضبط الرواة لا يكون ضعفه في اتصال السند، بل في ضبط الراوي نفسه، وراوي الحديث الصحيح لا بد أن يستجمع شرطين: الضبط والإتقان.
والضبط نوعان: ضبط صدر، وضبط كتاب، وكان علماء الحديث يعرفون ضبط الرواة من خلال ضبط الحفظ.
ولهم في ذلك ثلاث طرق وهي: المذاكرة، وقلب الأسانيد والمتون بالاختبار والتلقين.
والأمثلة على ذلك فيما يلي: رواية عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة روايات معتمدة؛ لأنها كانت قبل احتراق كتبه بعد المائة، ثم حدث من حفظه، وكان سيء الحفظ فخالف ووقع في أوهام، وكان تلاميذه يأتونه بالكراس ويقولون: هذا حديثك، فيرويه للناس على أنه حديثه، فقالوا: هذا إذا لقن يتلقن.
الثاني: الثوري رحل فوجد ابن مهدي فقال: أريد رجلاً فحلاً للمذاكرة، فأدخل عليه يحيى بن سعيد القطان الذي كان يقف أمامه يحيى بن معين وإمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل كالطفلين الصغيرين، فأخذ يحيى بن سعيد القطان يذاكر الثوري طيلة الليل، والثوري يذاكره، فقال الثوري: ارحل عني، ثم أتى عبد الرحمن بن مهدي فقال له: قلت لك ائتني برجل أذاكره، قال: وما رأيت في الرجل؟ قال: هذا شيطان؛ لشدة حفظه وقوة قريحته! المثال الثالث: يحيى بن معين وأحمد بن حنبل مع أبي نعيم الفضل.
فإذا ضعف ضبط الراوي فحديثه يضعف، وألفاظ ضعف ضبط الراوي عند علماء الجرح والتعديل هي: هذا الراوي فيه لين، أي: ضعيف لكن ضعفه منجبر.
أو: خالف كثيراً، أي: أن أحاديثه تخالف أحاديث الثقات.
أو: متروك فهذا ضعيف جداً.
أو: يهم، أو سكت عنه، أو فيه وهم يخطئ، أو يهم، أو سيئ الحفظ، أو متهم بالكذب، وهذا حديثه إما موضوع وإما ضعيف جداً.
أو كذاب أفاك أثيم، وهذا حديثه موضوع.
وأشهر كذاب هو نوح الجامع، وسمي بذلك لأنه جمع كل شيء إلا الصدق.
وأبو داود النخعي وضع بعض الأحاديث، فكل من قيل فيه متهم أو كذاب أو وضاع فحديثه موضوع، وهذا من الضعف في الضبط.