قال المصنف رحمه الله تعالى:[وكل ما قلت رجاله علا وضده ذاك الذي قد نزلا] العالي لغة: ضد النازل، وهو الشيء المرتفع على غيره.
وفي الاصطلاح: هو الذي قل عدد الرواة بالنسبة إلى سند آخر، يعني: بالمقارنة بسند آخر.
فأنت تعرف أن هذا الحديث عال وهذا الحديث نازل عندما تنظر في سند وتقارنه بأسانيد أخرى، فتجد رجاله بالنسبة للأسانيد الأخرى أقل، يعني: بين الراوي وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أو أربعة، أو أقل عدد من الرجال بالنسبة للمصنف عند المتأخرين، فقد يكون بين الرجل وبين البخاري خمسة، وقد يكون بين الرجل وبين البخاري خمسة عشر أو سبعة عشر راوياً.
وهذا قد يكون فيه شيء من الغرابة، فالحافظ ابن حجر كان بينه وبين النسائي ثلاثة، ولو روى حديثاً عن طريق النسائي فسيصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي ثلاثة عشر أو أربعة عشر راوياً.
والغرض المقصود: أن العلو تعرفه بالمقارنة بسند آخر، وهو قلة عدد الرجال، كالثلاثيات التي في البخاري، والمسند فيه ثلاثيات، وأبو داود له رباعيات، وابن ماجة له خمسة ثلاثيات وكلها ضعيفة، والترمذي له واحد فقط من الثلاثيات وهو ضعيف.
والرباعيات عند مسلم وابن ماجة كثيرة.
وكلمة رباعيات تعني: أن بين البخاري وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، أو بين مسلم وبين النبي أربعة.
فالإسناد العالي: هو أن تقل عدد الرجال، إما إلى المصنف وإما إلى النبي صلى الله عليه وسلم.